شهدت الأسواق العالمية موجة من الصفقات المرتبطة بزيادة احتمالات فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث سجلت الأسهم مكاسب متواصلة، وصعدت عوائد سندات الخزانة، وارتفع الدولار إلى أعلى مستوى له منذ مارس 2020.
ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز بنسبة 1.3%، وزادت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار 18 نقطة أساس، لتصل إلى أعلى مستوى لها خلال أربعة أشهر عند 4.46%. كما قفزت قيمة البيتكوين إلى مستوى قياسي جديد فوق 75 ألف دولار.
وتعكس هذه التحركات التوقعات المتزايدة بفوز ترامب، في ظل تراجع فرص فوز نائبة الرئيس كامالا هاريس. وقد راهن عدد من المستثمرين في وول ستريت على أن السياسات الاقتصادية لترامب، مثل تعزيز النمو من خلال السياسة الصناعية، وتخفيض الضرائب على الشركات، ورفع التعريفات الجمركية، ستؤدي إلى تعزيز الأسهم، لكنها قد تساهم في زيادة التضخم، مما سيرفع عوائد السندات والدولار الأمريكي.
وارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار بنسبة 1.5%. كما انخفض البيزو المكسيكي بنسبة 2.8%، بينما تراجع الين الياباني واليورو بنسبة 1.6% على الأقل.
وزاد مؤشر راسل 2000 الأمريكي للشركات الصغيرة بنسبة 2.4%، في حين ارتفعت الأسهم في اليابان وأستراليا، بينما تراجعت الأسهم في هونغ كونغ. وأسهم ارتفاع الدولار في انخفاض أسعار النحاس ومعظم المعادن والسلع الأساسية.
كما هبطت أسعار النفط بأكثر من 1% في تعاملات الأربعاء المبكرة، مع زيادة قوة الدولار نتيجة رهانات السوق على فوز ترامب في الانتخابات، على الرغم من أن السباق لا يزال متقارباً. كما زادت مخزونات النفط الخام الأمريكية أكثر من المتوقع.
من جانبه، قال توني سيكامور، المحلل في آي جي ماركتس، لوكالة رويترز: “المؤشرات الأولية تشير إلى تقدم الجمهوريين، وبينما لا يزال الأمر مبكراً، فإن عوائد السندات الأمريكية والدولار في ارتفاع، وهذا بدوره يؤثر سلباً على أسعار النفط التي شهدت أداءً جيداً في الجلسات الأخيرة”.
على عكس الجلسة الهادئة نسبياً يوم الثلاثاء، توقعت وول ستريت حدوث تحركات كبيرة بغض النظر عن نتيجة الانتخابات. وأشارت مجموعة غولدمان ساكس إلى أن فوز الجمهوريين بشكل كامل قد يرفع مؤشر S&P 500 بنسبة 3%، بينما من المحتمل أن ينخفض المؤشر بنفس النسبة إذا فاز الديمقراطيون بالرئاسة والكونغرس معاً. ستكون التحركات أقل إذا كانت الحكومة منقسمة.
من جانبه، ذكر أندرو تايلر من جي بي مورغان أن أي نتيجة غير اكتساح ديمقراطي قد تؤدي إلى ارتفاع الأسهم، وفقاً لوكالة بلومبرغ.
وفي مذكرة لمورغان ستانلي، تم التأكيد على أن شهية المخاطرة قد تنخفض في حال اكتساح الجمهوريين، بسبب ارتفاع العوائد الناجم عن المخاوف المالية، إلا أن أسهم الشركات الدورية الحساسة للنمو قد ترتفع إذا استجابت أسواق السندات بشكل إيجابي.
وفي حال فوز هاريس مع انقسام الكونغرس، توقعت المذكرة أن ترتفع أسهم شركات الطاقة المتجددة والشركات المتأثرة بالتعريفات الجمركية، بينما ستستفيد القطاعات المرتبطة بالإسكان من انخفاض العوائد.