ارتفعت أسعار النفط اليوم الاثنين بعد أن فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية على الواردات القادمة من كندا والمكسيك والصين، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب تجارية قد تؤثر على استقرار إمدادات الخام من اثنين من كبار موردي النفط للولايات المتحدة. ومع ذلك، حدت التوقعات بانخفاض الطلب على الوقود من ارتفاع الأسعار.
صعد سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 1.89% أو ما يعادل 1.37 دولار، ليصل إلى 73.90 دولاراً للبرميل، بعد أن سجل خلال الجلسة أعلى مستوى له في أسبوع عند 75.18 دولاراً.
كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.89% أو ما يعادل 67 سنتاً، لتصل إلى 76.34 دولاراً للبرميل.
رسوم ترامب الجمركية
أصدر ترامب يوم السبت قراراً بفرض رسوم جمركية مرتفعة على السلع المستوردة من المكسيك وكندا والصين، مما قد يؤدي إلى تباطؤ النمو العالمي وارتفاع معدلات التضخم. ووفقاً لمسؤولين في البيت الأبيض، سيتم فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على منتجات الطاقة الكندية، بينما ستخضع واردات الطاقة المكسيكية لرسوم كاملة نسبتها 25%.
وأوضح المحلل في بنك باركليز، أماربريت سينغ، في مذكرة أن الموقف المرن تجاه الطاقة الكندية قد يكون ناتجاً عن الحذر، حيث قد تؤثر هذه الرسوم سلباً على الأسواق المحلية للطاقة بشكل أكبر من تأثيرها على الواردات المكسيكية.
ووفقاً لوزارة الطاقة الأميركية، تُعد كندا والمكسيك من أهم موردي النفط الخام للولايات المتحدة، حيث يمثلان معاً حوالي 25% من إجمالي النفط الذي تعالجه المصافي الأميركية لإنتاج الوقود مثل البنزين ووقود التدفئة.
وأشار خبراء في القطاع إلى أن هذه الرسوم الجمركية ستؤدي إلى زيادة تكاليف النفط الخام الأثقل، الذي تحتاجه المصافي الأميركية لتحقيق إنتاج أمثل، مما قد يؤدي إلى تراجع الأرباح وانخفاض الإنتاج.
تأثير الرسوم على أسعار النفط
وقال سول كافونيك، محلل الطاقة في إم إس تي ماركي، إن هذه الرسوم قد تدفع أسعار النفط إلى الارتفاع على المدى القريب بسبب مخاوف نقص الإمدادات، خصوصاً للخام الثقيل. لكنه أضاف أن الأسعار قد تنخفض في الربع المقبل نتيجة التأثير السلبي للرسوم على الطلب، إضافة إلى الضغوط المتزايدة التي قد يواجهها تحالف أوبك+ من ترامب لإنهاء تخفيضات الإنتاج.
وذكر مندوبون في منظمة أوبك وحلفاؤها لوكالة رويترز أن المجموعة، المعروفة باسم أوبك+، لن تغير خططها الحالية لزيادة الإنتاج التدريجية خلال اجتماعها المقرر اليوم الاثنين، رغم الضغوط التي يمارسها ترامب.