ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 1% خلال تعاملات يوم الثلاثاء، الأول من يوليو/تموز، مع تزايد إقبال المستثمرين على الأصول الآمنة عقب موافقة مجلس الشيوخ الأميركي على مشروع قانون خفض الضرائب والإنفاق المقترح من الرئيس دونالد ترامب، وذلك قبيل الموعد النهائي في 9 يوليو لفرض رسوم جمركية مرتفعة على عدد من الشركاء التجاريين.
وسجل الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 1.1% ليصل إلى 3338.24 دولار للأونصة عند الساعة 2:25 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (18:25 بتوقيت غرينتش)، وهو أعلى مستوى له منذ 24 يونيو. كما ارتفعت العقود الآجلة الأميركية للذهب بنسبة 1.3% إلى 3349.8 دولار.
جاء هذا الارتفاع بعد أن صادق مجلس الشيوخ الأميركي، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، على مشروع قانون ضخم يُعرف بـ”مشروع القانون الضخم والجميل”، والذي يسعى ترامب إلى تمريره، ويتضمن تقليصًا واسعًا في برامج الرعاية الاجتماعية داخل البلاد.
من جانبه، قال المحلل في Marex، إدوارد ماير، إن تمرير مشروع الميزانية يدعم أسعار الذهب، مشيرًا إلى أنه قد يسهم في حدوث عجز بقيمة 3 تريليونات دولار على مدى العقد المقبل.
وأوضح ماير أن ذلك يُعد من جهة عاملًا تضخميًا، ومن جهة أخرى يزيد من حجم الدين العام، مما يتطلب المزيد من التمويل والاقتراض، وهي عوامل تدعم سوق الذهب وتعزز قوته.
ويُنظر إلى الذهب عادة كملاذ آمن في أوقات التوترات السياسية والاقتصادية.
وفي تطور آخر، حذر وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت من أن الدول قد تتلقى إشعارات بزيادة كبيرة في الرسوم الجمركية، رغم استمرار المفاوضات بنوايا حسنة، مع اقتراب موعد التاسع من يوليو، وهو تاريخ انتهاء العمل بالمعدل المؤقت البالغ 10% وعودة التعرفات التي تراوح بين 11% و50% والتي فرضها ترامب في السابق وتم تعليقها مؤقتاً.
كما يترقب المستثمرون صدور بيانات التوظيف في القطاع الخاص الأميركي من مؤسسة ADP يوم الأربعاء، إلى جانب تقرير الوظائف غير الزراعية المنتظر يوم الخميس، في محاولة لفهم توجهات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
وفي هذا السياق، صرح جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، يوم الثلاثاء، أن التضخم كان يسير وفق التوقعات لولا تأثير الرسوم الجمركية، مشيرًا إلى أن خفض الفائدة كان مرجحًا في هذا التوقيت من العام لولا هذه المستجدات.
وتتوقع الأسواق حاليًا قيام الفيدرالي بخفضين في أسعار الفائدة بمقدار إجمالي 50 نقطة أساس خلال عام 2025، بدءًا من اجتماعه في سبتمبر.
وفيما يخص التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب، قالت رونا أوكونيل، رئيسة تحليل السوق لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا في شركة StoneX، إن متوسط سعر الذهب قد يبلغ 3000 دولار للأونصة في الربع الرابع من عام 2025، مع احتمال انخفاضه بنهاية العام.
أما المعادن الأخرى، فقد ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 0.1% إلى 36.11 دولار للأونصة، بينما استقرت أسعار البلاديوم عند 1097.16 دولار، وانخفضت أسعار البلاتين بنسبة 0.7% إلى 1342.78 دولار.