ارتفعت أسعار الذهب قليلاً في السوق الأوروبية يوم الثلاثاء، مواصلة توسيع مكاسبها لليوم الرابع على التوالي، وسجلت أعلى مستوى لها في غضون أسبوعين. وجاء هذا الارتفاع بفضل تراجع الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات العالمية في الوقت الحالي.
يأتي تراجع الدولار الأمريكي قبل بدء اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من اليوم، حيث يُتوقع على نطاق واسع أن يتوقف مؤقتًا عن رفع أسعار الفائدة، بهدف إجراء مزيد من التقييم للتطورات الاقتصادية في الولايات المتحدة.
أسعار الذهب ارتفعت بنسبة تقريبية 0.1٪ إلى 1,935.00 دولار، وهذا أعلى مستوى منذ 5 سبتمبر الجاري. وقد سُجِّلَ أدنى مستوى عند 1,929.89 دولار. في اليوم السابق، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0.5٪، محققة مكاسبها لليوم الثالث على التوالي بفضل تباطؤ الدولار الأمريكي.
مؤشر الدولار الأمريكي انخفض بنحو 0.1٪ يوم الثلاثاء، مستمرًا في خسائره للجلسة الثالثة على التوالي. وقد انحرف عن أعلى مستوى له في ستة أشهر، مما يعكس استمرار تراجع قيمة الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية. إلى جانب عمليات جني الأرباح، يرتفع الذهب أيضًا نتيجة لعدم تكوين المستثمرين لمراكز شرائية جديدة قبل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، الذي من المتوقع أن يقدم إشارات قوية حول مستقبل أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
تنطلق فعاليات اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق اليوم، ومن المتوقع أن تُصدر القرارات في اليوم التالي. التوقعات تشير إلى الإبقاء على أسعار الفائدة عند 5.50٪ كأعلى مستوى في 22 عامًا دون أي تغيير يُذكر. بيان السياسة النقدية وتقرير التوقعات الاقتصادية الربع سنوي وتصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، من المتوقع أن تقدم إشارات واضحة حول مستقبل سياستهم النقدية في الولايات المتحدة وإمكانية زيادة مرة أخرى في أسعار الفائدة قبل نهاية العام.
أما حالياً، فإن تسعير العقود الآجلة يظل ثابتًا بالنسبة لاحتمال رفع أسعار الفائدة الأمريكية بواقع 25 نقطة أساس خلال اجتماع هذا الأسبوع عند 1٪، وتظل توقعات الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير عند 99٪.
تشير التوقعات إلى أن السوق تُركز بشدة على توجهات البنوك المركزية. من المتوقع أن يحتفظ مجلس الاحتياطي الفيدرالي بأسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، مما يثير قلق المستثمرين.
بالنسبة للذهب، فإنه يظهر بعض الاستقرار في الاتجاه الصعودي في بداية الأسبوع، مدعومًا ببعض عمليات الشراء التي تعتبره الملاذ الآمن. التنمو السريع والتضخم المرتفع وسوق العمل النشط، جميعها تمهّد الطريق
لتوقعات جديدة من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي في هذا الأسبوع.
بالنسبة للأسواق الصينية، سُجِّلَت أسعار الذهب مستويات قياسية في الأسبوع الماضي، مع استمرار تصاعد الطلب على الملاذ الآمن لتعويض انخفاض قيمة اليوان في سوق صرف العملات الأجنبية. وعلى الرغم من أهمية التطورات في الصين، إلا أنه لا يعتقد حاليًا أن ذلك سيؤثر على توقعات سوق الذهب.
حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust، وهو أكبر صناديق المؤشرات العالمية المدعومة بالذهب، ظلت دون تغيير يُذكر في اليوم السابق، مما يجعل الإجمالي عند 880.27 طن متري.