ارتفعت أسعار الذهب في السوق الأوروبية يوم الخميس لتواصل مكاسبها لليوم الثاني على التوالي، حيث اقتربت من أعلى مستوى لها في خمسة أشهر. وذلك بفارق ضئيل عن التداول فوق حاجز الدولارين (2,000 دولار للأوقية)، وذلك نتيجة لزيادة الطلب على المعدن كملاذ آمن بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
يُلاحظ أن ارتفاع الدولار الأمريكي أمام سلة من العملات العالمية يلقي بظلاله على الأثر الإيجابي لارتفاع أسعار الذهب. وذلك قبل صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة خلال الربع الثالث، والتي من الممكن أن تقدم إشارات جديدة حول احتمال رفع أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي قبل نهاية العام.
أسعار الذهب اليوم ارتفعت بأكثر من 0.5٪ لتصل إلى 1,990.14 دولارًا، مقارنة بمستوى الافتتاح الذي بلغ 1,979.66 دولارًا، وتسجل الأدنى عند 1,975.66 دولارًا.
يُذكر أن أسعار الذهب ارتفعت بنسبة 0.5٪ في اليوم السابق، مستأنفة مكاسبها التي توقفت ليومين بسبب عمليات تصحيح وجني أرباح من أعلى مستوى لها في خمسة أشهر عند 1,997.23 دولارًا للأوقية.
تُعزى هذه التحركات إلى التوترات الجيوسياسية، حيث فشلت القوى العالمية في مجلس الأمن في تأمين خطط لتوصيل المساعدات الإنسانية الحيوية إلى قطاع غزة. يأتي ذلك في ظل وجود انقسام واضح بين مواقف الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة ومواقف الدول الشرقية بقيادة الصين وروسيا.
في الوقت نفسه، يواصل الجيش الإسرائيلي ضرباته الجوية على قطاع غزة، مع إعلان تنفيذ عملية توغل بري بسيطة في شمال غزة، وهذه أحدث خطوات التصعيد العسكري. يُتوقع أن يتفاقم الصراع العسكري بين إسرائيل وحماس إلى صراع إقليمي وعالمي واسع النطاق إذا دخل الجيش الإسرائيلي بريًا إلى قطاع غزة.
أما بالنسبة للدولار الأمريكي، فقد ارتفع مؤشره بنسبة 0.3٪ في اليوم الخميس، وذلك ليواصل مكاسبه للجلسة الثالثة على التوالي، وقد سجل أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع عند 106.88 نقطة. يُلاحظ أن هذا الارتفاع جاء نتيجة التقارير الاقتصادية القوية في الولايات المتحدة، مما يشير إلى توسع نمو الاقتصاد الأمريكي على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة التي فرضها مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
بعد البيانات القوية أعلاه، تراجع تسعير العقود الآجلة لاحتمال رفع أسعار الفائدة الأمريكية بوتيرة 25 نقطة أساسية خلال اجتماع نوفمبر، وظل مستقرًا عند 2%. وبالنسبة لاحتمال الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، فقد تراجعت النسبة من 75% إلى 73%.
من المتوقع أن يشهد يوم لاحق اليوم صدور بيانات هامة من الولايات المتحدة بخصوص الناتج المحلي الإجمالي خلال الر
بع الثالث، وبيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية. إذا كانت هذه البيانات أقوى من التوقعات، فإن ذلك سيزيد من احتمالية رفع أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساسية في ديسمبر، مما سيؤدي إلى توسيع مكاسب الدولار الأمريكي في سوق صرف العملات الأجنبية.
وفيما يتعلق بتوقعات المستثمرين، أشار المدير العام لشركة ميتالز فوكس، نيكوس كافاليس، إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يعتقد أن ارتفاع أسعار الفائدة هو وسيلة للسيطرة على التضخم، ولا يوجد عوائق تمنعهم من التفكير في زيادة أخرى نظرًا للقوة الاقتصادية الكبيرة للاقتصاد الأمريكي.
أما بالنسبة لحيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust، فقد ارتفعت بنحو 1.73 طن متري في اليوم السابق، لتصل الإجمالي إلى 861.80 طن متري.