أغلقت أسعار النفط دون تغيير يذكر بعد يوم من التداول المتقلب، حيث قام المستثمرون بتقييم مخاطر تصاعد الصراع في الشرق الأوسط نتيجة الضربات الإسرائيلية الأخيرة ضد “حزب الله”.
استقر سعر خام “غرب تكساس الوسيط” بالقرب من 68 دولارًا للبرميل، بعد تذبذبه في نطاق يقارب 1.75 دولار للبرميل، متأثرًا بشكل كبير بتحركات الأسهم. كما تراجعت الأسهم الأمريكية بعد أن أشار رئيس “الاحتياطي الفيدرالي”، جيروم باول، إلى عدم استعجاله في خفض أسعار الفائدة.
قصفت إسرائيل وسط بيروت للمرة الأولى منذ ما يقرب من عام من الأعمال العدائية مع “حزب الله” اللبناني، وذلك بعد أيام من مقتل زعيم الحزب المدعوم من إيران. ووفقًا لمسؤول أمريكي، فإن إدارة بايدن قد أقنعت إسرائيل بتنفيذ هجمات محدودة وموجهة تهدف إلى استهداف البنية التحتية لـ”حزب الله” على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
رغم ذلك، لم يؤثر التصعيد الأخير في الصراع بالشرق الأوسط، وهي منطقة توفر حوالي ثلث إمدادات النفط العالمية، بشكل كبير على خروج النفط من حالة الركود التي يعيشها مؤخرًا. حيث انخفض سعر النفط الخام بنسبة حوالي 16% هذا الربع، مدفوعًا بتوقعات ضعف الطلب وزيادة الإنتاج من قبل “أوبك” والدول غير الأعضاء في المنظمة.
وأشار روهان ريدي، رئيس تطوير الأعمال الدولية والاستراتيجية المؤسسية في شركة “غلوبال إكس مانجمنت” (Global X Management)، إلى أن “أخبار أوبك الأسبوع الماضي حول احتمال التخلي عن أهدافها السعرية مع الصراع الجيوسياسي في الشرق الأوسط، تجعل من الصعب تحديد اتجاه الأسعار في الوقت الراهن”.
لا يزال الإنتاج العالمي وفيرًا، حيث تخطط “أوبك+” لتخفيف قيود الإنتاج. ومن المقرر أن يعقد التحالف المنتج اجتماعًا هذا الأسبوع لتقييم الأسواق العالمية، حيث أفاد العديد من المندوبين بعدم وجود خطط حالياً لتغيير السياسة.
في هذه الأثناء، من المتوقع أن تبدأ حقول النفط الليبية، التي توقفت أو قلصت إنتاجها بسبب حظر فرضته الحكومة في شرق ليبيا، في استئناف الإنتاج يوم الثلاثاء، وفقًا لأشخاص مطلعين على الوضع.
منذ اندلاع الحرب في غزة قبل حوالي عام، كان تجار النفط في حالة تأهب تحسبًا لانقطاعات فعلية في الإمدادات، خاصة في أوقات التوتر المتزايد بين إسرائيل وإيران. بينما أجبرت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر بعض الناقلات على التحول إلى جنوب إفريقيا، مما زاد من مدة الرحلات، لم يتأثر إنتاج النفط من المنطقة بشكل كبير.
قال محللون في “آر بي سي كابيتال ماركتس” (RBC Capital Markets LLC)، بما في ذلك هيليما كروفت، في مذكرة: “قد يتجاوز بعض المشاركين في سوق النفط هذا التصعيد نظرًا لعدم حدوث انقطاع كبير في الإمدادات الفعلية، كما أن إيران لم تظهر أي رغبة في الدخول في هذا الصراع الذي يستمر منذ ما يقرب من عام”. وأضافوا: “ومع ذلك، من الصعب للغاية التنبؤ بمسار هذا الصراع الإقليمي، وما إذا كان هذا هو بداية النهاية أم نهاية البداية”.
بالنسبة للأسعار فقد استقر سعر خام “غرب تكساس الوسيط” تسليم نوفمبر دون تغيير يذكر عند 68.17 دولار للبرميل، كما استقر خام برنت تسليم ديسمبر بارتفاع قدره 0.2% عند 71.7 دولار للبرميل، بينما استقر خام برنت تسليم نوفمبر، الذي ينتهي يوم الاثنين، على انخفاض بنسبة 0.3% عند 71.77 دولار للبرميل.