استقرت أسعار النفط اليوم الاثنين بعد سلسلة من التراجعات، وسط توقعات بأن اتفاق سلام محتمل بين روسيا وأوكرانيا قد يؤدي إلى تخفيف العقوبات التي تعيق تدفق الإمدادات، إلى جانب المخاوف من أن تؤدي الحروب التجارية العالمية إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وانخفاض الطلب على الطاقة.
استقرار أسعار النفط بعد تراجعات متتالية
بلغ سعر العقود الآجلة لخام برنت 74.79 دولارًا للبرميل، بعد أن تراجع بنسبة 3.1% خلال الجلسات الأربع الماضية، وذلك عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومسؤولين في إدارته عن بدء محادثات مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
أما خام غرب تكساس الوسيط، فقد استقر عند 70.72 دولارًا للبرميل، بعد انخفاضه بنسبة 3.8% خلال الجلسات الأربع الماضية. وخلال جلسة اليوم الاثنين، انخفض الخام الأميركي إلى 70.12 دولارًا للبرميل، وهو أدنى مستوى له منذ 30 ديسمبر.
جهود لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا
صرّح ترامب أمس الأحد بأنه قد يلتقي “قريبًا جدًا” بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة إنهاء الحرب في أوكرانيا، بينما تستعد واشنطن وموسكو لإجراء محادثات أولية في المملكة العربية السعودية خلال الأيام المقبلة.
وأشار هيرويوكي كيكوكاوا، رئيس شركة N.S. Trading التابعة لـنيسان للأوراق المالية، إلى أن الأسواق شهدت انخفاضًا بسبب احتمالات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا وإمكانية تخفيف العقوبات المفروضة على موسكو. كما أوضح أن المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي نتيجة الحروب التجارية التي أشعلها ترامب تؤثر أيضًا على أسعار النفط.
توقع محللون أن يتراوح سعر خام غرب تكساس الوسيط بين 66 و76 دولارًا لفترة من الوقت، حيث يمكن أن يؤدي المزيد من التراجع في الأسعار إلى تقليل إنتاج النفط الأميركي.
وقد حدّت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على صادرات النفط الروسية من الشحنات وأعاقت تدفقات الإمدادات النفطية المنقولة بحرًا. وإذا تم التوصل إلى اتفاق سلام، فإن رفع هذه العقوبات قد يؤدي إلى زيادة المعروض من الطاقة عالميًا.
المخاطر الناتجة عن الحرب التجارية
يواجه سوق النفط ضغوطًا إضافية مع تصاعد خطر اندلاع حرب تجارية عالمية، وذلك بعد أن أصدر ترامب توجيهات للمسؤولين في قطاعي التجارة والاقتصاد بدراسة فرض رسوم جمركية انتقامية على الدول التي تفرض تعريفات جمركية على المنتجات الأميركية، على أن يتم تقديم التوصيات بشأن هذه الخطوة بحلول الأول من أبريل.
وفي سياق آخر، أفاد تقرير شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة، الذي يحظى بمتابعة واسعة، بأن شركات الطاقة الأميركية أضافت منصات حفر للنفط والغاز الطبيعي للأسبوع الثالث على التوالي، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ ديسمبر 2023.
وارتفع عدد منصات الحفر، الذي يُعد مؤشرًا مبكرًا للإنتاج المستقبلي، بمقدار منصتين ليصل إلى 588 منصة خلال الأسبوع المنتهي في 14 فبراير.