ارتفعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة يوم الجمعة، متجهة نحو إنهاء سلسلة خسائر استمرت ثلاثة أسابيع، وسط زيادة الطلب على الوقود وتوقعات بأن خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية متبادلة لن تدخل حيز التنفيذ حتى أبريل، مما يمنح الأسواق فرصة لتجنب تصعيد تجاري عالمي.
تحركات الأسواق
بحلول الساعة 03:00 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 19 سنتًا لتصل إلى 75.25 دولارًا للبرميل، كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 12 سنتًا لتسجل 71.41 دولارًا للبرميل.
ووفقًا لبيانات رويترز، حقق خام برنت مكاسب أسبوعية بلغت 0.7%، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.5% حتى الآن هذا الأسبوع.
ارتفاع الطلب على النفط
أشار محللو بنك J.P. Morgan في تقريرهم الصادر يوم الجمعة إلى أن الطلب العالمي على النفط ارتفع إلى 103.4 مليون برميل يوميًا، مسجلًا زيادة سنوية بمقدار 1.4 مليون برميل يوميًا.
وأوضح البنك أن الطلب على الوقود المستخدم في النقل والتدفئة شهد تباطؤًا في البداية، لكنه انتعش خلال الأسبوع الثاني من فبراير، مما يشير إلى أن الفجوة بين الطلب الفعلي والمتوقع قد تتقلص قريبًا.
وأضاف التقرير أن استخدام وقود التدفئة قد يشهد ارتفاعًا جديدًا، إلى جانب تأثير ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا، الذي قد يدفع بعض المستهلكين إلى التحول من الغاز إلى النفط، مما يعزز الطلب العالمي.
سياسات ترامب وتأثيرها على الأسواق
وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس مسؤولي التجارة والاقتصاد لدراسة فرض تعريفات جمركية متبادلة على الدول التي تفرض رسومًا على السلع الأمريكية، مع تحديد الأول من أبريل كموعد نهائي لتقديم التوصيات بشأن هذه الإجراءات.
التطورات الجيوسياسية وتأثيرها على النفط
رغم المخاوف بشأن السياسات التجارية، أثار الحديث عن اتفاق سلام محتمل بين روسيا وأوكرانيا توقعات بزيادة إمدادات الطاقة العالمية، مما قد يؤدي إلى تخفيف بعض العقوبات المفروضة على موسكو.
وذكرت تقارير أن ترامب طلب من المسؤولين الأمريكيين بدء محادثات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بعدما أبدى كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعدادهما للتفاوض في مكالمتين منفصلتين مع الإدارة الأمريكية.
صادرات النفط الروسية وتأثير العقوبات
بحسب تقرير حديث لوكالة الطاقة الدولية، قد تستمر صادرات النفط الروسية إذا تم إيجاد حلول بديلة لمواجهة العقوبات الأمريكية الجديدة، حيث شهد إنتاج النفط الروسي ارتفاعًا طفيفًا خلال الشهر الماضي.
وتعد روسيا ثالث أكبر منتج للنفط عالميًا، حيث ساهمت العقوبات المفروضة على صادراتها النفطية منذ بدء الحرب في أوكرانيا قبل نحو ثلاث سنوات في إبقاء الأسعار مرتفعة.