سُجِّلَتْ اليوم الثلاثاء أسعار النفط العالمية مستوى جديدًا أعلى خلال العشرة أشهر الأخيرة، حيث تم تداول خام برنت بأكثر من 95 دولارًا للبرميل، وهذا على بُعد بضعة دولارات فقط من تجاوز الحاجز النفسي الهام عند 100 دولار للبرميل.
تُشير معظم التوقعات الصادرة عن البنوك والمؤسسات حاليًا إلى أن النفط قد يصل إلى حاجز 100 دولار للبرميل بسبب العجز الكبير في السوق بعد تمديد التخفيضات الطوعية في الإنتاج من قبل السعودية وروسيا حتى نهاية هذا العام.
وفي بعض الأسواق الفعلية، تجاوز سعر برميل النفط بالفعل حاجز 100 دولار، حيث تجاوز الخام الماليزي والخام الخفيف الأذربيجاني هذا الحاجز في الأسبوع الماضي، وتم تداول الخام النيجيري فوق هذا المستوى يوم الاثنين الماضي لأول مرة منذ فترة طويلة.
اقتراب أسعار النفط من 100 دولار للبرميل في معظم الأسواق سيكون لصالح منتجي النفط الذين يعملون بتكاليف عالية، خاصةً في أمريكا الشمالية، وهذا سيؤدي إلى زيادة إنتاج تلك الدول من النفط الخام، خاصةً الولايات المتحدة التي تعتبر أكبر منتج للنفط في العالم.
وهذا سيزيد من التوترات في تحالف أوبك+ بقيادة السعودية وروسيا، حيث سيزيد من الصراع حول حصص السوق بين منتجي التحالف والمنتجين من خارجه بقيادة الولايات المتحدة.
عند ذلك، قد يفكر تحالف أوبك+ بدون شك في التوقف عن دعم الأسعار وزيادة الإنتاج بهدف الحفاظ على حصتهم في السوق والضغط مرة أخرى على منتجي النفط الصخري في أمريكا الشمالية.
تمديد خفض الإمدادات من قبل السعودية وروسيا قد أدى إلى استمرار ارتفاع أسعار النفط بشكل واسع، مما يشير إلى المخاوف من عجز كبير في المعروض خلال الربع الرابع من هذا العام. قررت المملكة العربية السعودية وروسيا تمديد خفض الإنتاج الطوعي للنفط بمقدار مليون برميل يوميًا لمدة 3 أشهر إضافية حتى نهاية العام.
من المتوقع أن تزيد هذه التخفيضات السعودية الإضافية من عجز السوق إلى أكثر من ثلاثة ملايين برميل يوميًا خلال الفترة المقبلة من هذا العام حسب بعض التقديرات.
يرى بعض المحللين أن ارتفاع أسعار النفط يعكس تشديد الأوضاع في السوق نتيجة تخفيضات إنتاج النفط السعودي وصادرات روسيا.
توقع الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون، مايك ويرث، في مقابلة عبر شبكة “بلومبيرغ” أن يصل سعر النفط إلى 100 دولار للبرميل. وتوقعت شركة إنرجي أسبكتس لاستشارات الطاقة أن يتجاوز سعر البرميل مستوى 100 دولار في القريب العاجل.
وبالنسبة لفريق التحليل في شركة الأبحاث وود ماكنزي، فإن أسعار النفط الحالية ليست مرتفعة للغاية على ما يبدو، وهم يتوقعون المزيد من الارتفاع فوق حاجز 100 دولار.