تراجعت أسعار النفط اليوم الخميس بعد المكاسب التي سجلتها في الجلسة السابقة، حيث طغت المخاوف من تصاعد الحرب التجارية والرسوم الجمركية وتأثيرها على النمو الاقتصادي العالمي والطلب على الطاقة، على التأثير الإيجابي لانخفاض مخزونات البنزين الأميركية بأكثر من المتوقع.
تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.08% لتصل إلى 70.89 دولاراً للبرميل، كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 0.15% إلى 67.58 دولاراً للبرميل.
تراجع المخزونات الأميركية وتأثيرها على السوق
كان الخامان قد سجلا ارتفاعاً بنحو 2% يوم الأربعاء، بعد أن كشفت البيانات الحكومية الأميركية عن انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات النفط والوقود، وفقاً لوكالة رويترز.
ووفقاً لتقارير إدارة معلومات الطاقة الأميركية:
- ارتفعت مخزونات الخام في الولايات المتحدة بمقدار 1.4 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو أقل من التوقعات التي أشارت إلى زيادة بنحو 2 مليون برميل.
- انخفضت مخزونات البنزين بمقدار 5.7 مليون برميل، متجاوزة التوقعات التي كانت تشير إلى تراجع قدره 1.9 مليون برميل.
- شهدت مخزونات نواتج التقطير انخفاضاً بأكثر من المتوقع.
كما أظهرت البيانات ارتفاع مخزونات النفط الخام في الاحتياطي الاستراتيجي الأميركي إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2022.
تأثير الحرب التجارية على الأسواق
قال هيرويوكي كيكوكاوا، كبير الاستراتيجيين في شركة نيسان للأوراق المالية:
“الانخفاض الحاد في مخزونات البنزين عزز التوقعات بارتفاع الطلب الموسمي خلال فصل الربيع، لكن المخاوف بشأن التداعيات الاقتصادية العالمية للحرب التجارية ألقت بظلالها على معنويات السوق.”
وأضاف: “مع تداخل العوامل الإيجابية والسلبية، أصبح من الصعب على السوق تحديد اتجاه واضح.”
تصعيد ترامب للحرب التجارية
واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب التصعيد في ملف الحرب التجارية، مهدداً يوم الأربعاء بفرض رسوم جمركية إضافية على السلع المستوردة من الاتحاد الأوروبي، وهو ما دفع الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة إلى التلويح بإجراءات انتقامية.
وقد أثرت سياسة ترامب التجارية المتشددة على ثقة المستثمرين والمستهلكين والشركات، مما أثار مخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأميركي أو دخوله في مرحلة ركود.
توقعات أوبك لنمو الطلب على النفط
من جانبها، أبقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على توقعاتها بنمو قوي نسبياً في الطلب العالمي على النفط خلال عام 2025، مشيرة إلى أن السفر الجوي والبري سيواصل دعم الاستهلاك.
وقالت أوبك في تقريرها الشهري:
“من المتوقع أن تؤدي المخاوف التجارية إلى زيادة التقلبات في السوق، لكن الاقتصاد العالمي سيواصل التكيف مع هذه المتغيرات.”
كما كشفت بيانات أوبك عن ارتفاع إنتاج تحالف أوبك+ بمقدار 363 ألف برميل يومياً خلال فبراير، مدفوعاً بزيادة الإنتاج في قازاخستان، التي لا تزال متأخرة في الامتثال لحصص الإنتاج المتفق عليها داخل التحالف.