تراجعت أسعار الذهب في السوق الأوروبية يوم الثلاثاء، مما أدى إلى تواصل خسائرها لليوم الثاني على التوالي ووصولها إلى أدنى مستوى لها خلال أسبوعين، وذلك نتيجة لارتفاع الدولار الأمريكي في سوق صرف العملات الأجنبية.
تلك الزيادة في قيمة الدولار جاءت بعد تصريحات صارمة من بعض مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي، التي زادت احتمالية رفع أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساسية خلال ديسمبر المقبل.
ومن أجل إعادة تقييم تلك الاحتمالات، يتوقع المستثمرون في أوقات متتالية خلال اليوم تصريحات أخرى من صانعي السياسة النقدية الأمريكية، ومن المقرر أن يلقي رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خطابًا غدًا الأربعاء.
أسعار الذهب اليوم انخفضت بأكثر من 0.5% لتصل إلى 1,967.35 دولار، وهذا هو أدنى مستوى لها منذ 25 أكتوبر الماضي، قادمة من مستوى افتتاح التعاملات البالغ 1,977.80 دولار، وسجلت أعلى مستوى عند 1,978.37 دولار.
أما في الجلسة السابقة، فقد خسرت أسعار الذهب نسبة 0.75%، وهذه هي أول خسارة لها في آخر ثلاثة أيام، وهي أكبر خسارة يومية منذ 2 أكتوبر الماضي، نتيجة تباطؤ الطلب على الملاذات الآمنة بالإضافة إلى ارتفاع الدولار وعوائد السندات الأمريكية.
ارتفع مؤشر الدولار يوم الثلاثاء بنسبة 0.25%، مستمرًا في صعوده للجلسة الثانية على التوالي، بعد الارتفاع من أدنى مستوى له في شهرين عند 104.85 نقطة. وقد عكست هذه الارتفاعات تعافي العملة الأمريكية مقابل مجموعة من العملات الرئيسية والثانوية.
هذا الارتفاع جاء بعد تصريحات أكثر صرامة من بعض مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي، والتي زادت احتمالية رفع أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساسية خلال الشهر المقبل.
رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، أشار إلى أن البنك المركزي قد يجد المزيد من الأعباء على عاتقه لمواجهة التضخم.
بعد هذه التصريحات، ارتفعت تسعير عقود الفائدة الآجلة بمعدل 25 نقطة أساسية خلال اجتماع ديسمبر المقبل من 10% إلى 15%. وتراجعت تسعير العقود الآجلة لاحتمالات الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير من 90% إلى 85%.
لإعادة تقييم تلك الاحتمالات، يتوقع المستثمرون تصريحات أخرى من صانعي السياسة النقدية في الولايات المتحدة في الأوقات القادمة، وذلك قبل خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الذي سيُلقى غدًا الأربعاء.
التصريحات الأكثر صرامة ستزيد من احتمال رفع أسعار الفائدة الفيدرالية في الشهر المقبل، مما يُتوقع أن يزيد من ارتفاع الدولار الأمريكي ويضع ضغطًا سلبيًا على أسعار الذهب والمعادن الأخرى المقومة بالعملة الأمريكية.
التوقعات تشير إلى أن الأوضاع الجيوسياسية والهوامش الأقل فيما يتعلق بالمخاطر يمكن أن تكون العوامل التي تدفع بالتقلبات في أسعار الذهب في الوقت الحالي. ويمكن أن يكون خطاب باول ومزادات سندات الخزانة خلال اليومين المقبلين عوامل أخرى تلعب دورًا في هذا الصدد. إذا شهدنا طلبًا ضعيفًا، فإن ذلك قد يمارس ضغطًا صاعدًا على العوائد ويضع ضغطًا هبوطيًا على أسعار الذهب.
حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust، وهو أحد أكبر صناديق المؤشرات العالمية المدعومة بالذهب، زادت بمقدار 4.33 طن متري في اليوم السابق. هذه هي الزيادة الثانية على التوالي وقد أرتفع الإجمالي إلى 867.57 طن متري، وهو أعلى مستوى منذ 5 أكتوبر الماضي.