تراجعت أسعار الذهب في السوق الأوروبية يوم الاثنين، مما أدى إلى استمرار خسائرها لليوم الثاني على التوالي وتسجيل أدنى مستوى لها في نحو أسبوع، وذلك بسبب ارتفاع قيمة الدولار وعوائد السندات الأمريكية، بعد تصريحات عدوانية جديدة من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول”.
تلك التصريحات زادت من الضغط على احتمال خفض أسعار الفائدة الأمريكية في مارس ومايو القادمين، بعد أن تراجعت بشكل كبير يوم الجمعة الماضي بسبب بيانات سوق العمل القوية في الولايات المتحدة.
أما بالنسبة لأسعار الذهب اليوم، فقد تراجعت بأكثر من 0.8٪ لتصل إلى 2,023.10 دولارًا، وهو أدنى مستوى لها في أسبوع، مقارنة بمستوى افتتاح التعاملات عند 2,039.79 دولارًا، وسجلت أعلى مستوياتها عند 2,042.33 دولارًا.
فقدت أسعار الذهب يوم الجمعة الماضي نسبة 0.75٪، في أول خسارة خلال الخمسة أيام الأخيرة، وذلك بسبب البيانات القوية لسوق العمل في الولايات المتحدة.
وشهد المعدن الثمين “الذهب” ارتفاعًا بنسبة 1.2٪ الأسبوع الماضي، في أول مكسب أسبوعي خلال الثلاثة أسابيع الأخيرة، بفضل عمليات شراء الأصول الآمنة، وذلك بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
أما بالنسبة لبيانات سوق العمل القوية، فقد أضاف الاقتصاد الأمريكي حوالي 353 ألف وظيفة جديدة في القطاعات غير الزراعية في يناير، بأعلى وتيرة منذ يناير 2023، ليتجاوز توقعات السوق بإضافة 187 ألف وظيفة، وتم تعديل وظائف ديسمبر بزيادة كبيرة من 216 ألف إلى 333 ألف.
واستقر معدل البطالة في يناير عند مستوى 3.7٪ دون أي تغيير يذكر، بخلاف توقعات السوق بارتفاعه إلى مستوى 3.8٪، وزاد متوسط الدخل الفردي بالساعة بنسبة 0.6٪ في يناير، بأكبر وتيرة زيادة منذ يناير 2022، متجاوزًا توقعات السوق بزيادة بنسبة 0.3٪، وسجل متوسط الدخل زيادة بنسبة 0.4٪ في ديسمبر.
توضح هذه البيانات الساخنة استمرار الظروف الصعبة في سوق العمل في الولايات المتحدة، مما يزيد من الضغوط على مجلس الاحتياطي الفيدرالي للحفاظ على أسعار الفائدة “مرتفعة” لأطول فترة ممكنة هذا العام.
وعقب هذه البيانات، تراجع تسعير العقود الآجلة لاحتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس في مارس المقبل من 35٪ إلى 20٪، واحتمالات الخفض في مايو من 93٪ إلى 60٪.
ويتوقع المتداولون الآن أربع خفضات في أسعار الفائدة الفيدرالية بحوالي 100 نقطة أساس لعام 2024، بانخفاض من ستة خفضات محتملة بحوالي 150 نقطة أساس في بداية يناير الماضي، وفقًا لتطبيق احتمالية أسعار الفائدة التابع لشركة إس إي جي.
ومن التوقعات، قال كبير محللي سيتي إندكس “مات سيمبسون”: “قلص المضاربون الكبار والصناديق المدارة تعرضهم الطويل لعقود الذهب الآجلة للأسبوع الرابع… ومع تكرار ‘جيروم باول’ ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة الأمريكية لهذا العام، يظل الأمر محل جدل حول ما إذا كان الذهب يمكن أن يرتفع من هنا”. وأضاف: “بينما قد يواجه الذهب صعوبة في الحفاظ على مكاسبه، يبدو أنه لا توجد شهية فورية لدفعه إلى ما دون 2,000 دولارًا للأونصة، لذا، ربما سيظل الذهب في نطاق متقلب عند مستويات مرتفعة”.
بالنسبة لصندوق “SPDR Gold Trust”، فقد ظلت حيازات الذهب فيه بدون أي تغيير يذكر يوم الجمعة الماضي، مما يجعل الإجمالي عند 851.73 طن متري.