شهدت معظم العملات الرقمية تراجعاً خلال تداولات يوم الأربعاء، في ظل تراجع الإقبال على المخاطرة بعد تصريحات من الاحتياطي الفيدرالي تشير إلى عدم الاستعجال في خفض أسعار الفائدة.

وأبقت لجنة السوق المفتوحة على سعر الفائدة القياسي عند نطاق 4.25% إلى 4.5%، وهو المستوى الذي لم يتغير منذ ديسمبر الماضي، في قرار كان متوقعًا من الأسواق التي لم تنتظر تحركًا من اللجنة هذا الأسبوع.

وبالتزامن مع ذلك، نشرت اللجنة ما يُعرف بمخطط “النقاط”، والذي أظهر استمرار طرح خفضين للفائدة حتى نهاية 2025، مع خفض التوقعات لعامي 2026 و2027 إلى مرة واحدة لكل عام، ليكون الإجمالي المتوقع أربعة تخفيضات تعادل نقطة مئوية كاملة.

ويعكس هذا المخطط استمرار حالة التباين بين أعضاء الفيدرالي بشأن مستقبل الفائدة، إذ مثّلت كل نقطة توقعًا فرديًا، وظهرت توقعات بوصول معدل الفائدة إلى نحو 3.4% في 2027.

كما كشفت التوقعات الاقتصادية الصادرة عن المشاركين في الاجتماع عن مؤشرات على ضغوط ناتجة عن ركود تضخمي، حيث تم خفض تقديرات نمو الاقتصاد لعام 2024 إلى 1.4%، مقابل رفع معدل التضخم المتوقع إلى 3%.

في المقابل، تم رفع توقعات معدل البطالة إلى 4.5%، بزيادة 0.1 نقطة عن شهر مارس، و0.3 نقطة مئوية فوق المستوى الحالي.

ولم يقدم البيان تفسيرات واضحة لتراجع حالة الضبابية، غير أن بعض المحللين أشاروا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد خفف من حدة خطابه بشأن الرسوم الجمركية، في وقت تخوض فيه واشنطن مفاوضات لمدة 90 يوماً بهذا الشأن.

لكن من جهة أخرى، واصل ترامب هجماته على الفيدرالي، وهاجم رئيسه جيروم باول مجددًا، واصفًا إياه بـ”الغبي”، بسبب عدم توجهه نحو خفض الفائدة، معتبرًا أن المعدل الحالي يجب أن يكون أقل بنقطتين مئويتين على الأقل.

وفي بيانات اقتصادية، أُعلن عن انخفاض طلبات إعانة البطالة الأولية في الولايات المتحدة بمقدار 5 آلاف طلب عن الأسبوع السابق، الذي رُفع تعديله بـ2000 طلب، ليبلغ الإجمالي 245 ألف طلب للأسبوع المنتهي في 14 يونيو، وهو ما جاء متوافقًا مع التوقعات.

وتواصل الأسواق مراقبة التطورات في التوتر القائم بين إيران وإسرائيل، إضافة إلى التهديدات المتبادلة وتصريحات الرئيس الأمريكي ترامب بشأن احتمال التدخل.