ارتفعت قيمة عملة بيتكوين، أكبر العملات المشفرة في العالم، بشكل ملحوظ منذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية بتاريخ 5 نوفمبر/تشرين الثاني. قفزت العملة بنسبة تقارب 45% بعد يوم الانتخابات، واقتربت من عتبة 100 ألف دولار، قبل أن تتراجع إلى حوالي 92 ألف دولار في 26 من الشهر نفسه.
على الرغم من تقلبات سعر البيتكوين وصعوبة تحديد قيمتها بسبب عدم وجود قيمة جوهرية لها، يرى بعض الخبراء أن هذه الزيادة قد تكون بداية لموجة صعود جديدة. ويتوقع هؤلاء أن تتجاوز البيتكوين حاجز 100 ألف دولار قريبًا، وربما تحقق مزيدًا من المكاسب خلال الأشهر الـ 18 القادمة، وفقًا لموقع “The Motley Fool” الذي نقلته “العربية Business”.
هذا التفاؤل يعكس استمرار اهتمام المؤسسات بالعملات المشفرة، بالإضافة إلى التوقعات بزيادة استخدامها كأداة استثمارية، خاصة في ظل تقلبات الأسواق المالية التقليدية.
بينما يشتهر متابعو البيتكوين بتوقعات مايكل سايلور، الرئيس التنفيذي لشركة “مايكروستراتيجي”، الذي يتنبأ بوصول سعر البيتكوين إلى 13 مليون دولار خلال عقدين، ظهرت توقعات جديدة من محللين في شركة وول ستريت البارزة.
أعلن المحللان ماثيو سيغال وناثان فرانكوفيتز من مجموعة الأصول الرقمية في شركة “VanEck” عن هدف سعري جديد للبيتكوين يصل إلى 180,000 دولار، مما يعني زيادة بنسبة 95% عن المستويات الحالية. ويعتقدان أن هذا الهدف قد يتحقق في غضون عام ونصف.
استند المحللان في توقعاتهما إلى عدة عوامل، بما في ذلك تزايد اهتمام المؤسسات الاستثمارية بالبيتكوين وتحسن معنويات السوق تجاه الأصول الرقمية، بالإضافة إلى العوامل الاقتصادية الكلية التي قد تدعم الطلب على الأصول الرقمية كملاذ آمن.
تأتي هذه التوقعات في ظل بيئة مالية عالمية متغيرة، حيث تزداد شعبية البيتكوين كأصل بديل وكمخزن للقيمة.
ويرى المحللان سيغال وفرانكوفيتز أن السوق لم يصل بعد إلى مرحلة “الجنون المضاربي”، مما يترك مجالًا للنمو.
تعتقد شركة “VanEck” أن البيئة التنظيمية في عهد الرئيس المنتخب ترامب قد تتحول من عائق إلى عامل محفز. وقد أعلن غاري غينسلر، رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC)، عن خططه للتنحي عند تولي ترامب منصبه. وكان غينسلر يُعتبر شخصية غير محبوبة لدى الكثير من المهتمين بقطاع العملات المشفرة.
وفي الوقت نفسه، يتزايد الحديث حول احتمال إنشاء احتياطي وطني من البيتكوين. ارتفعت احتمالية هذا السيناريو من 29% إلى 48%، وفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة. حيث يدعو مشروع قانون مقترح إلى أن تشتري الولايات المتحدة 5% من إجمالي المعروض من البيتكوين خلال العقدين المقبلين، بهدف دعم الدولار كعملة احتياطية عالمية والمساهمة في تقليص أعباء الديون الأمريكية.
يُعد تحديد هدف سعري للأصول الرقمية أمرًا صعبًا، خصوصًا لأصل متقلب مثل البيتكوين. لذلك، ينصح المحللون بتوخي الحذر عند الاطلاع على التوقعات السعريّة التي تصل إلى 180,000 دولار.
ومع ذلك، يبقى البيتكوين أحد الأصول الاستثمارية الجيدة على المدى الطويل، حيث تسهم عوامل مثل زيادة السيولة عبر صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs)، والاهتمام المستمر من النظام المالي التقليدي، وزيادة الاعتقاد في البيتكوين كوسيلة للتحوط ضد التضخم، بالإضافة إلى البيئة التنظيمية الأكثر إيجابية في عهد ترامب، في تعزيز مكانته. ولكن يجب على المستثمرين أن يكونوا مستعدين دائمًا للتقلبات الحادة في السوق عند التعامل مع أصول ذات مخاطر عالية.