شهد الدولار ارتفاعًا تاريخيًا وصل إلى مستوى قياسي بعد سلسلة متواصلة من المكاسب الأسبوعية، مما يعد السلسلة الأطول منذ عام 2005. ويعزى هذا الارتفاع إلى توقعات المستثمرين بأن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيبقي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، وذلك على الرغم من تحديات الاقتصاد العالمي.
سجل مؤشر “بلومبرغ” للدولار الفوري ارتفاعًا للأسبوع الثامن على التوالي، وهذه هي أطول فترة صعود منذ عام 2005. وتجاوز مؤشر القوة النسبية للدولار مستوى 70 نقطة لمدة 14 يومًا، وهو ما يعتبر بعضهم إشارة إلى أن هناك تشبعًا في السوق.
لم تشهد قيمة الدولار تغييرًا كبيرًا يوم الجمعة، وشهدت أسواق الأسهم أيضًا حركة هادئة، حيث ارتفع مؤشر “ستاندرد أند بورز 500” بعد انخفاض دام لثلاثة أيام. وكانت أسهم شركات مثل “إنفيديا” و”تسلا” قد أثرت سلبًا على أسهم الشركات الكبيرة، في حين ارتفعت أسهم “أبل” بعد هبوطها السابق الذي أدى إلى خسائر بقيمة 190 مليار دولار بعد إعلانها عن منتجات جديدة.
خلال الشهر الماضي، انخفضت قيمة العملات الرئيسية مقابل الدولار، مع تسجيل اليوان الصيني والروبية الهندية لأدنى مستوياتها على الإطلاق. يعكس ارتفاع الدولار الحالي التحولات في الاقتصاد العالمي، حيث تشير التقارير إلى تسارع النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة بينما يتباطأ في أوروبا والصين.
قال مات مالي، رئيس استراتيجية السوق في شركة “ميلر تاباك+”: “الدولار وصل إلى منطقة التشبع الشرائي، وهذا يجعله في حاجة إلى التراجع على المدى القريب. المعنويات بالنسبة للدولار وصلت إلى مستويات مفرطة، لذلك لا يبدو أن هناك الكثير من المشترين مستعدين لرفعه على المدى القريب. ينبغي على المستثمرين القصير المدى أن يكونوا حذرين بشأن المراكز الطويلة في الدولار”.
من جانبها، قالت لورا كوبر، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في “بلاك روك”، إن الاتجاه الصاعد للدولار جاء مفاجئًا، وأضافت: “نحن نشك في استدامة هذا الاتجاه بشدة، ونتوقع أن يشير بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى توقف متشدد عن رفع أسعار الفائدة”.
من ناحية أخرى، قام بنك “إتش إس بي سي هولدينغز” بتغيير توقعاته للدولار، وتوقع أن يشهد الدولار تعزيزًا جيدًا في العام المقبل نظرًا لتراجع الآفاق الاقتصادية العالمية.