سجلت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية تداولات هادئة بعد جلسة شهدت تراجعات في المؤشرات الرئيسية، وسط محاولات المستثمرين للتأقلم مع واقع جديد ومثير للقلق في الأسواق المالية.
ارتفعت العقود الآجلة المرتبطة بمؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 103 نقاط، أي بنسبة 0.2%. كما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.2%، بينما سجلت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك ارتفاعًا بنسبة 0.1%.
تعرضت الأسهم لضغوط يوم الأربعاء بعدما أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه من المرجح أن يكتفي بخفض أسعار الفائدة مرتين فقط العام المقبل، مقارنةً بتوقعاته السابقة في سبتمبر/أيلول التي تضمنت أربع تخفيضات. في خطوة أخرى، خفض البنك المركزي سعر الفائدة الأساسي لليلة واحدة بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصل إلى نطاق يتراوح بين 4.25% و4.5%. ومع ذلك، يبقى التساؤل حول خطط صانعي السياسات لعام 2025.
قال جيف بوخبيندر، كبير استراتيجيي الأسهم في LPL Financial، تعليقًا على التراجع: “الظروف المتوترة والمشاعر السلبية جعلت الأسهم عرضة للبيع”. وأضاف: “كانت القفزة الكبيرة في توقعات التضخم وبيع السندات المرتبط بها فرصة مناسبة لتراجع السوق. ومع غياب الدعم من قطاع التكنولوجيا، لم تتمكن أي مجموعات أخرى من سد الفجوة”.
لم يقدم رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول تطمينات كبيرة للمستثمرين خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب اجتماع الفيدرالي. وأوضح باول: “نحن عند مستوى 4.3%، وهو مستوى مقيِّد بشكل كبير، ونرى أنه مناسب لمواصلة السيطرة على التضخم مع الحفاظ على سوق عمل قوية”. وأشار إلى أن تخفيضات أسعار الفائدة الأخيرة سمحت للبنك المركزي بالتحلي بمزيد من الحذر عند اتخاذ قرارات إضافية.
قبل إعلان قرار الفائدة، كانت توقعات وول ستريت تشير إلى أن الفيدرالي سيواصل سياسته الأكثر عدوانية في خفض تكاليف الاقتراض، مما يؤثر على مجموعة واسعة من الجوانب، من تمويل الشركات إلى شراء المنازل والسيارات.
لكن مع تحديث التوقعات، تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 1123.03 نقطة، أو 2.58%، ليصل إلى 42326 نقطة، مواصلًا انخفاضه لليوم العاشر على التوالي، في أطول سلسلة خسائر منذ عام 1974. كما سجل المؤشر أسوأ أداء أسبوعي منذ مارس/آذار 2023. وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.95% ليصل إلى 5872 نقطة، بينما تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 3.56% إلى 19392 نقطة، متأثرًا بخسائر قطاع التكنولوجيا مع نهاية الجلسة. وكانت هذه أكبر خسارة يومية لمؤشري داو جونز وستاندرد آند بورز 500 منذ أغسطس/آب، عندما هز انهيار تجارة الفائدة على الين الأسواق.
في الوقت نفسه، قفزت عائدات سندات الخزانة الأمريكية بعد التوقعات المتحفظة للفيدرالي، حيث ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بأكثر من 13 نقطة أساس ليصل إلى 4.50%.
كما شهد مؤشر التقلبات في بورصة شيكاغو (VIX)، المعروف بمقياس “الخوف” في وول ستريت، ارتفاعًا ملحوظًا، مما يعكس تزايد مخاوف المستثمرين بشأن مستقبل أسعار الفائدة.
وفي تعاملات ما بعد الإغلاق، انخفض سهم شركة ميكرون تكنولوجي بنحو 13% بعد إصدارها توقعات أقل من المتوقع للأداء في الربع الثاني.