استقرت العقود الآجلة للأسهم الأميركية في تداولات ليلة الثلاثاء 3 يونيو، بعد أن سجل مؤشر S&P 500 مكاسب لليوم الثاني على التوالي.
شهدت العقود الآجلة لمؤشر Dow Jones الصناعي تراجعاً طفيفاً بمقدار أربع نقاط أو ما يعادل 0.01%، بينما لم تتغير العقود الآجلة لمؤشر S&P 500، وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر Nasdaq المركب بنسبة 0.04%.
وفي تداولات ما بعد الإغلاق، هبطت أسهم شركة كراود سترايك CrowdStrike بأكثر من 6% بعد أن قدمت الشركة توقعات منخفضة للإيرادات خلال الربع الحالي.
وفي المقابل، ارتفعت أسهم شركة Hewlett Packard Enterprise بنسبة 3% بعدما تجاوزت أرباحها وإيراداتها توقعات المحللين، وفقاً لما نقلته شبكة CNBC.
وكانت وول ستريت قد أنهت جلسة قوية يوم الثلاثاء محققة مكاسب متواصلة، حيث ارتفع مؤشر Dow Jones بأكثر من 200 نقطة أو ما يعادل 0.5% في رابع يوم إيجابي له. كما سجل مؤشرا S&P 500 وNasdaq المركب أداءً أفضل، بارتفاع 0.6% و0.8% على التوالي، مدفوعين بارتفاع أسهم قطاع التكنولوجيا.
وشهدت أسهم شركة إنفيديا Nvidia ارتفاعاً بنحو 3% خلال تداولات الثلاثاء، مما جعلها تتجاوز مايكروسوفت وتعود لتكون الشركة العامة الأعلى قيمة في العالم.
وساهم هذا الارتفاع في تعزيز ثقة المستثمرين بأن الأسواق قد تجاوزت مرحلة عدم الاستقرار المرتبطة بالرسوم الجمركية، لا سيما بعد تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مواقفه المتشددة، ما أعطى انطباعاً بأن هذه الرسوم تُستخدم لأغراض تفاوضية.
كما زادت الآمال في الأسواق بعد حكم محكمة فدرالية ألغى رسوم ترامب الجمركية الأسبوع الماضي، رغم أن محكمة استئناف أعادت فرضها مؤقتاً بعد ذلك.
وساهم التفاعل الضعيف للمستثمرين مع أخبار التجارة في تعزيز ثقة مراقبي الأسواق بإمكانية استمرار صعود الأسهم، خاصة مع وجود سيولة نقدية كبيرة لا تزال خارج السوق، وتوقعات بسياسات أكثر دعماً للأسهم في وقت لاحق من العام.
في هذا السياق، رفع كبير استراتيجيي الأسهم في دويتشه بنك، بينكي تشادا، توقعاته لأداء مؤشر S\&P 500 حتى نهاية العام.
وقال توم لي، رئيس قسم الأبحاث في Fundstrat Global Advisors، لقناة CNBC يوم الثلاثاء: “نمر بأسبوع هادئ والأسواق تنتعش”، مضيفاً: “أعتقد أن الخطر الآن يكمن في حدوث موجة صعود قوية من هذه النقطة”.
ورغم هذه التوقعات المتفائلة، لا يزال بعض المحللين يشعرون بالقلق من أن الآثار الكاملة لعدم اليقين المرتبط بالرسوم الجمركية لم تتضح بعد، وقد تبدأ البيانات الاقتصادية المقبلة في إظهار مؤشرات تراجع.
ومن المنتظر أن يحصل المستثمرون هذا الأسبوع على مزيد من المؤشرات حول وضع سوق العمل، حيث يُنتظر صدور تقرير ADP للوظائف في القطاع الخاص يوم الأربعاء، يلي ذلك بيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية يوم الخميس، وتقرير الوظائف الأميركي لشهر مايو يوم الجمعة، إضافة إلى صدور تقرير “البيج بوك” الفدرالي يوم الأربعاء.