استقرت العقود الآجلة للأسهم الأميركية مساء الأحد، بعد أن حقق مؤشر S&P 500 أطول سلسلة مكاسب له خلال العقدين الماضيين الأسبوع الماضي، بينما تترقب الأسواق قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، إلى جانب صدور بيانات اقتصادية وتقارير أرباح الشركات.
سجلت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 انخفاضًا بنسبة 0.2%، كما تراجعت عقود مؤشر داو جونز الصناعي بـ100 نقطة أو 0.2%، وانخفضت أيضًا عقود مؤشر ناسداك 100 بنفس النسبة.
في جلسة الجمعة، أغلقت الأسهم الأميركية على ارتفاع جماعي، محققة مكاسب أسبوعية، وذلك بعد صدور تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر أبريل الذي جاء أقوى من المتوقع، مما بدد بعض المخاوف من حدوث ركود، وأدى إلى دخول مؤشر S&P 500 في أطول موجة ارتفاع له منذ أكثر من عشرين عامًا.
ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 1.5%، ليواصل صعوده لليوم التاسع على التوالي، في أطول سلسلة مكاسب منذ نوفمبر 2004.
أما مؤشر داو جونز الصناعي فقد قفز 600 نقطة، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 1.6%.
وصعد مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1.6%، فيما زاد مؤشر قطاع التكنولوجيا بنسبة 1.9% منذ بداية الأسبوع.
سادت الأسواق أجواء من التفاؤل قبيل صدور بيانات الوظائف، بعد أن أعلنت الصين أنها تدرس إمكانية الدخول في مفاوضات تجارية مع الولايات المتحدة.
وأفادت السلطات الصينية بأنها تقيّم خيار التفاوض مع واشنطن، وأكد تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” وجود انفتاح من جانب بكين نحو محادثات تجارية، إلا أنه لم يتم الإعلان حتى الآن عن أي اتفاقيات جديدة مع الولايات المتحدة.
وفي تصريح له يوم الأحد، أكد الرئيس الأميركي أن الصين ترغب في التوصل إلى اتفاق تجاري مع بلاده.
ترامب والاحتياطي الفيدرالي
صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه لا ينوي عزل جيروم باول من رئاسة الاحتياطي الفيدرالي قبل نهاية ولايته في مايو 2026، لكنه وصفه بأنه “متصلب للغاية”، مكررًا دعوته لخفض أسعار الفائدة.
وفي مقابلة أجريت يوم الجمعة وبُثت الأحد على شبكة NBC News، قال ترامب إنه لا يحب باول ويتوقع أن يُقدم على خفض الفائدة مستقبلًا.
وأضاف ترامب: “ينبغي أن يخفضها. وسيفعل ذلك في وقت ما. لكنه لا يرغب بذلك لأنه لا يحبني، أعتقد أنه شخص جامد للغاية”.
وعندما سُئل عمّا إذا كان ينوي إقالة باول قبل نهاية ولايته، نفى الأمر قائلًا: “لا، لا، لا… لماذا أفعل ذلك؟ سأتمكن من استبداله بعد فترة قصيرة”.
الاحتياطي الفيدرالي وأسعار الفائدة
من المتوقع على نطاق واسع أن يُبقي الاحتياطي الفيدرالي على حالة التوقف المؤقت في تغيير أسعار الفائدة هذا الأسبوع، حيث ينتظر تقييم أثر الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الاقتصاد الأميركي.
وقد فرض ترامب رسومًا جمركية مرتفعة على الصين، إلى جانب رسوم أساسية بنسبة 10% على غالبية الواردات، مع رفعها إلى 25% على سلع معينة كالفولاذ والسيارات والألمنيوم.
وتترقب الأسواق حزمة من البيانات الاقتصادية وتقارير الأرباح التي ستساعد في تقييم الأثر الاقتصادي للرسوم الجمركية على التجارة والنمو.