ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية خلال التداولات الليلية يوم الأحد، مع استعداد الأسواق لأسبوع تداول قصير بسبب عطلة عيد الميلاد، وسط تفاؤل المستثمرين بإنهاء عام 2024 بنتائج إيجابية.
سجلت العقود الآجلة لمؤشر “داو جونز” الصناعي مكاسب بلغت حوالي 100 نقطة، وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة 0.3%، في حين صعدت العقود الآجلة لمؤشر “ناسداك 100” بنسبة 0.4%.
من المتوقع أن تكون التداولات هادئة نسبياً هذا الأسبوع، حيث ستغلق بورصة نيويورك أبوابها مبكراً يوم الثلاثاء عشية عيد الميلاد عند الساعة الواحدة ظهراً، بينما ستتوقف السوق عن العمل تماماً يوم الأربعاء بمناسبة العيد.
يأمل المستثمرون أن يساهم ما يُعرف بـ”صعود سانتا كلوز” في رفع السوق وإنهاء العام على ارتفاع، خاصة بعد أسبوع اتسم بالتقلبات. يعود هذا التقليد إلى عام 1969، حيث حقق مؤشر S&P 500 في المتوسط زيادة بنسبة 1.3% خلال آخر خمسة أيام تداول من العام وأول يومين من يناير، وفقاً لتقويم الأسواق.
يُعد النصف الثاني من ديسمبر عادةً من أقوى الفترات السنوية للأسهم الأمريكية، حيث ارتفع مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة 83% خلال شهر ديسمبر في سنوات الانتخابات الرئاسية، حسب بيانات بنك أوف أميركا.
انتعاش السوق بدعم من بيانات التضخم
شهد يوم الجمعة الماضي تعافياً لمؤشر “داو جونز” بعد أسبوع صعب فقد خلاله 1100 نقطة في يوم واحد، حيث سجل أطول سلسلة خسائر منذ السبعينيات. جاء الانتعاش بدعم من بيانات تضخم جاءت أقل من المتوقع.
ارتفع مؤشر “داو جونز” بمقدار 500 نقطة، أي بنسبة 1.18%، ليصل إلى 42,840.26 نقطة. كما ارتفع مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة 1.09%، بينما حقق مؤشر “ناسداك المركب” ارتفاعاً بنسبة 1.03% ليصل إلى 19,572.60 نقطة.
جاء هذا الانتعاش مدعوماً بآخر قراءة لمؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو المقياس المفضل للتضخم لدى الفيدرالي الأمريكي، الذي أظهر زيادة بنسبة 2.4% على أساس سنوي، وهو ما جاء أقل بقليل من توقعات المحللين.
مستقبل أسعار الفائدة والتضخم
أثار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي اضطرابات في الأسواق يوم الأربعاء 18 ديسمبر، بعدما رفع توقعاته للتضخم وقلل عدد مرات خفض أسعار الفائدة في العام المقبل، مما دفع المستثمرين لإعادة تقييم أثر هذه القرارات على أسعار الفائدة العالمية.
صرح رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بأن التضخم كان يتحرك بشكل جانبي هذا العام، وأشار إلى أن الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة مرتين فقط خلال عام 2025، وهو أقل مما كان متوقعاً سابقاً في سبتمبر.
وفي سياق متصل، أكد رئيس الفيدرالي في شيكاغو، أوستان غولسبي، في تصريحات لشبكة CNBC أن أرقام التضخم الصادرة يوم الجمعة مشجعة، وأن هناك احتمالاً لتخفيض أسعار الفائدة في العام المقبل، رغم حذر الفيدرالي.
قال غولسبي: “ما زلنا نسير نحو تحقيق هدف التضخم بنسبة 2%، وعلى الرغم من أنه لا يمكن الاعتماد على بيانات شهر واحد فقط، إلا أن المؤشرات إيجابية حتى الآن”.
الأداء العام والمؤشرات
حتى الآن، سجل مؤشر “داو جونز” انخفاضاً بنسبة 4.6% خلال شهر ديسمبر، بينما تراجع مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة 1.7%. وعلى عكس ذلك، حقق مؤشر “ناسداك المركب”، المدعوم بأسهم التكنولوجيا، ارتفاعاً بنسبة 1.8% هذا الشهر.
تطورات سياسية
على الصعيد السياسي، وقع الرئيس جو بايدن يوم السبت مشروع قانون لتمويل الحكومة، مما ساهم في تفادي إغلاق حكومي محتمل. ويوفر هذا القانون تمويلاً للوكالات الفيدرالية بالمستويات الحالية لمدة ثلاثة أشهر قادمة.