وفقًا لجدول الأحداث الاقتصادية العالمية، من المقرر اليوم الجمعة إصدار تقرير الوظائف الأمريكية، وهو تقرير يقدم مؤشرًا قويًا عن حالة سوق العمل في الولايات المتحدة. يُعتبر هذا التقرير واحدًا من المؤشرات الرئيسية التي يعتمد عليها مجلس الاحتياطي الفيدرالي لتحديد الأدوات النقدية المناسبة للتطورات الاقتصادية في البلاد.
يوضح التقرير عدد الوظائف التي تم إضافتها أو فقدها في القطاع غير الزراعي خلال شهر أكتوبر الماضي، بالإضافة إلى معدل البطالة في الولايات المتحدة. من المتوقع أن يكون لهذا التقرير تأثير كبير على أسواق العملات والأسهم، وسيكون مرجعًا هامًا للمستثمرين والمتداولين في الأسواق المالية.
يزيد أهمية هذا التقرير بسبب اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، الذي أعلن خلاله البنك المركزي الأمريكي عن تثبيت أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الثانية على التوالي.
أكد الاحتياطي الفيدرالي أن البيانات الحديثة تشير إلى زيادة النشاط الاقتصادي بوتيرة قوية خلال الربع الثالث من هذا العام، وبالرغم من تباطؤ الوظائف الجديدة، إلا أن سوق العمل قوي ومعدل البطالة منخفض، ولا يزال التضخم مرتفعًا في البلاد.
أضاف الاحتياطي الفيدرالي أن الظروف المالية والائتمانية الصارمة في الولايات المتحدة قد تؤثر على الأسر والشركات وتؤثر على النشاط الاقتصادي والتوظيف والتضخم.
قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول: “لجنة السوق المفتوحة ملتزمة بتحقيق هدف التضخم عند المستوى المستهدف البالغ 2%”، وألمح إلى أن الوصول إلى هذا الهدف سيكون أمرًا صعبًا وطويلًا.
أضاف باول أن تكاليف الاقتراض في السوق يجب أن تظل مستدامة حتى لا تؤثر على خيارات السياسة النقدية في المستقبل.
أوضح باول أن لجنة السوق المفتوحة لا تعتزم خفض الفائدة في الوقت الحالي وتهتم بالوصول إلى موقف مقيد بما فيه الكفاية، وأشار إلى أن أسعار الفائدة ستظل عند هذه المستويات حتى يتم التثبت من اتجاه التضخم نحو المستهدف عند 2%.
بعد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، أصبحت الأسواق أكثر اقتناعًا بأن دورة تشديد السياسة النقدية وزيادة أسعار الفائدة انتهت بالفعل بعد الزيادة الأخيرة في اجتماع يوليو. هذا يقلص من احتمالات زيادة أخرى في أسعار الفائدة خلال اجتماع ديسمبر المقبل.
تعزز البيانات الحديثة التي أظهرت انكماشًا حادًا في النشاط الصناعي الأمريكي في شهر أكتوبر من اقتناع التجار بأن أسعار الفائدة الأمريكية وصلت إلى ذروتها.
لذلك، يتساءل التجار والمستثمرون الآن إذا كان تقرير الوظائف سيقلص من احتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية في ديسمبر. إذا كانت البيانات ضعيفة، سيقلل ذلك من الضغوط على مجلس الاحتياطي الفيدرالي وسيعزز اعتقاد بانتهاء دورة زيادة الفائدة بالفعل.