واصلت أسعار النفط ارتفاعها اليوم الجمعة، بعدما أغلقت عند أعلى مستوياتها منذ أكثر من شهرين خلال جلسة الخميس، مدفوعة بتوقعات بزيادة الحكومات حول العالم لتبني سياسات تحفز النمو الاقتصادي، مما سيعزز الطلب على الوقود.
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 22 سنتًا أو 0.3% إلى 76.15 دولار للبرميل بحلول الساعة 04:20 بتوقيت جرينتش، بعد أن سجلت إغلاقًا يوم الخميس عند أعلى مستوى منذ 25 أكتوبر. كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 25 سنتًا أو 0.3% لتصل إلى 73.38 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى إغلاق للخام الأميركي منذ 14 أكتوبر.
ويتجه الخامان لتحقيق مكاسب أسبوعية للمرة الثانية على التوالي مع عودة المستثمرين إلى الأسواق بعد عطلة نهاية العام.
في سياق آخر، أنهى نشاط المصانع في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة عام 2024 على انخفاض، وسط توقعات متشائمة لعام 2025، نتيجة تصاعد المخاطر التجارية الناجمة عن ولاية ترامب الثانية، وضعف التعافي الاقتصادي في الصين.
وأشار محللو “كابيتال إيكونوميكس” في مذكرة بحثية إلى أن “نتائج مؤشرات مديري المشتريات لشهر ديسمبر في آسيا كانت متباينة، لكننا نتوقع استمرار ضعف التصنيع ونمو الناتج المحلي الإجمالي في المنطقة على المدى القريب”. وأضافوا أن “تباطؤ النمو واستمرار التضخم دون المستهدف في معظم الدول سيؤدي إلى استمرار البنوك المركزية في آسيا باتباع سياسات التيسير النقدي”.
ومن المتوقع أن تسهم أسعار الفائدة المنخفضة في تعزيز النمو الاقتصادي وزيادة الطلب على الوقود.
كما يترقب المستثمرون تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي الأميركي هذا العام، بينما تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بتطبيق سياسات اقتصادية داعمة للنمو. وصرح أليكس هودز، المحلل في “ستون إكس”، بأن “التوقعات الاقتصادية للصين ستلعب دورًا محوريًا في عام 2025، مما يعزز الآمال بإجراءات تحفيزية حكومية تدفع الاستهلاك وترفع الطلب على النفط”.
السوق تتابع أيضًا التوجهات المتعلقة بأسعار النفط من السعودية، أكبر مصدر للنفط عالميًا. وأفاد متعاملون بأن المملكة قد ترفع أسعار الخام للمشترين الآسيويين في فبراير المقبل، وذلك لأول مرة منذ ثلاثة أشهر، بعد المكاسب القوية التي حققتها أسعار النفط في الشرق الأوسط الشهر الماضي.
في الولايات المتحدة، قفزت مخزونات البنزين ونواتج التقطير الأسبوع الماضي مع زيادة المصافي للإنتاج، بينما سجل الطلب على الوقود أدنى مستوياته خلال عامين. وفي المقابل، انخفضت مخزونات الخام بأقل من المتوقع، حيث تراجعت بمقدار 1.2 مليون برميل إلى 415.6 مليون برميل، مقارنة بتوقعات بانخفاض قدره 2.8 مليون برميل.
كما يراقب التجار الأحوال الجوية، حيث يُتوقع أن تؤدي موجة برد قادمة في الولايات المتحدة وأوروبا إلى زيادة الطلب على الديزل كبديل للغاز الطبيعي في التدفئة.
أخيرًا، يترقب المستثمرون بدء ولاية ترامب الجديدة في 20 يناير، حيث توقعت بريانكا ساشديفا، المحللة في “فيليب نوفا”، أن “الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصين وتأثيرها على الطلب العالمي ستؤدي دورًا رئيسيًا في تحديد أسعار النفط خلال 2025”.