تراجعت أسعار الذهب في السوق الأوروبية يوم الاثنين، مواصلة خسائرها لليوم الثاني على التوالي، مبتعدة عن أعلى مستوياتها القياسية. جاء هذا التراجع نتيجة استمرار عمليات التصحيح وجني الأرباح، وقبيل كلمة مرتقبة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في وقت لاحق اليوم.
ورغم هذا التراجع، يستعد الذهب لتحقيق رابع مكسب فصلي على التوالي، وهو الأكبر منذ عام 2016، مدعومًا بالطلب الاستثماري الكبير على السبائك الذهبية خلال الفترة الأخيرة.
تراجعت أسعار الذهب بنسبة 0.75% لتصل إلى 2,638.74 دولار للأونصة، مقارنة بمستوى افتتاح اليوم عند 2,658.44 دولار، وسجلت أعلى مستوى خلال اليوم عند 2,666.09 دولار.
عند تسوية الأسعار يوم الجمعة، فقدت أسعار الذهب 0.55%، وهي أول خسارة في سبعة أيام، بعد أن سجلت في اليوم السابق أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2,685.63 دولار للأونصة.
حقق الذهب مكسبًا بنسبة 1.25% الأسبوع الماضي، وهو ثالث مكسب أسبوعي على التوالي، بفضل التوقعات المستمرة بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية في نوفمبر القادم.
وفقًا لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME، فإن احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع نوفمبر تبلغ حوالي 41%، بينما تصل احتمالات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 59%.
تنتظر الأسواق كلمة جيروم باول في الساعة 17:00 بتوقيت غرينتش في الاجتماع السنوي للجمعية الوطنية لاقتصاديات الأعمال في ناشفيل، حيث من المتوقع أن يجيب عن أسئلة الجمهور، والتي ستعيد تحديد التوقعات المتعلقة بأسعار الفائدة.
خلال تعاملات الربع الثالث من هذا العام، التي تنتهي رسميًا اليوم، ارتفعت أسعار الذهب بحوالي 13%، مما يجعلها قريبة من تحقيق رابع مكسب فصلي على التوالي، والأكبر منذ الربع الأول من 2016. يعود هذا الأداء القوي لعدة عوامل، منها:
– استمرار البنوك المركزية الكبرى في أوروبا وكندا وبريطانيا ونيوزيلندا في خفض أسعار الفائدة.
– تراجع الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة نتيجة التوقعات القوية بشأن تخفيف السياسة النقدية في الولايات المتحدة.
– خفض الاحتياطي الفيدرالي بالفعل أسعار الفائدة في سبتمبر بمقدار 50 نقطة أساس، مع توقعات بتخفيضات أخرى بنفس الحجم قبل نهاية العام.
– تزايد الإقبال على الذهب كملاذ آمن بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط.
– تحسن الطلب الفعلي على الذهب في الصين والهند، وهما أكبر مستهلكين للمعدن في العالم.
صرح كبير محللي السوق في “كيه سي إم تريد”، تيم ووترر، بأن الذهب قد يرتفع إلى 2,700 دولار للأونصة إذا جاءت بيانات سوق العمل هذا الأسبوع متوافقة مع توقعات تخفيض 75 نقطة أساس إضافية من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي بنهاية العام.
وأضاف ووترر أن استمرار التفاؤل لدى المستثمرين بشأن تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة قد يؤدي إلى ضعف الدولار الأمريكي واستفادة الذهب مرة أخرى.
تراجعت حيازات الذهب في صندوق SPDR Gold Trust، أكبر صناديق المؤشرات العالمية المدعومة بالذهب، بنحو 5.18 طن متري يوم الجمعة، ليتراجع الإجمالي إلى 871.94 طن، بعد أن كان عند 877.12 طن متري، وهو أعلى مستوى منذ 2 يناير الماضي.