تراجعت أسعار الذهب في السوق الأوروبية يوم الأربعاء، مستمرة في تسجيل خسائرها لليوم الثامن على التوالي، وتقترب من الوصول إلى أدنى مستوى في سبعة أشهر الذي تم تسجيله في اليوم السابق. يأتي ذلك في ظل بيئة سلبية تسيطر على أسواق المعادن الثمينة والأصول غير المدرة للعائد.
ويأتي هذا الانخفاض في أسعار الذهب بسبب الصعود المتواصل لقيمة الدولار الأمريكي وعوائد السندات الأمريكية. حيث تعزز البيانات الاقتصادية القوية في الولايات المتحدة والتصريحات العدوانية من قبل مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي من احتمال رفع أسعار الفائدة الأمريكية بنسبة 25 نقطة أساسية قبل نهاية هذا العام.
أما بالنسبة لأسعار الذهب اليوم، فقد انخفضت بنسبة 0.35٪ إلى 1,816.77 دولار، من مستوى افتتاح التعاملات الذي بلغ 1,822.94 دولار، ووصلت أعلى مستوى عند 1,825.11 دولار.
ويجدر بالذكر أن أسعار الذهب فقدت نسبة 0.3٪ يوم الثلاثاء، مما يمثل سابع خسارة يومية على التوالي، في أطول سلسلة من الخسائر اليومية في خمس سنوات، وذلك تحت ضغط القوة المستمرة للدولار الأمريكي وعوائد السندات الأمريكية.
بالنسبة للدولار الأمريكي، ارتفع مؤشره يوم الأربعاء بحوالي 0.2٪، مواصلاً مكاسبه لليوم الرابع على التوالي، ويقترب من أعلى مستوى له في 11 شهرًا عند 107.35 نقطة، مما يعكس الأداء القوي للدولار الأمريكي مقابل سلة متنوعة من العملات الرئيسية والثانوية.
ويظل تركيز المستثمرين على شراء الدولار كأفضل استثمار متاح في ظل استمرار ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية قصيرة وطويلة الأجل.
أما بالنسبة لعوائد السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات، فقد ارتفعت بنسبة 1.9٪ يوم الأربعاء، مستمرة في تسجيل مكاسبها للجلسة الثالثة على التوالي، ووصلت إلى أعلى مستوى في 16 عامًا عند 4.884٪، مما يضغط سلبًا على أسعار الأصول غير المدرة للعائد.
يأتي هذا التطور في سوق سندات الولايات المتحدة بسبب تجنب إغلاق الحكومة وانخفاض الطلب على الديون الأمريكية، في حين تسلط البيانات القوية الضوء على مرونة أكبر في أكبر اقتصاد في العالم.
أما بالنسبة للبيانات الجديدة، فقد أظهرت بيانات يوم الثلاثاء زيادة غير متوقعة في فرص العمل في الولايات المتحدة خلال أغسطس الماضي، بفعل زيادة الطلب على العمال في قطاعي الخدمات المهنية والتجارية.
وسُجلت فرص العمل الجديدة بلغت 9.61 مليون فرصة في اليوم الأخير في أغسطس، مقارنة بـ 8.92 مليون فرصة عمل في يوليو، متجاوزة متوسط توقعات السوق التي كانت تبلغ 8.81 مليون فرصة عمل جديدة.
تظهر هذه البيانات أن الأوضاع في سوق العمل الأمريكي لا تزال تشدد، وتحتاج إلى استمرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي في س
ياسته التشديدية ورفع أسعار الفائدة في المستقبل.
وفيما يتعلق بالتصريحات، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، “رافائيل بوستيك”، يوم الثلاثاء، إن الارتفاع المتواصل في عوائد سندات الخزانة الأمريكية لم يظهر بعد علامات على تباطؤ الاقتصاد أكثر مما كان متوقعًا في دورة تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي النموذجية.
وقالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، “لوريتا مستر”، يوم الثلاثاء، إنه من المحتمل أن تدعم رفع الفائدة في الاجتماع القادم إذا استمر الوضع الاقتصادي الحالي.
وأشارت عضوة مجلس المحافظين ببنك الاحتياطي الفيدرالي، “ميشيل بومان”، يوم الاثنين، إلى أنه من المناسب على الأرجح رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر وإبقائها على مستوى مرتفع لفترة من الوقت.
فيما يتعلق بالفائدة الأمريكية، ارتفع تسعير العقود الآجلة لاحتمال رفع أسعار الفائدة الأمريكية بوتيرة 25 نقطة أساسية خلال اجتماع نوفمبر إلى 31٪، وانخفض تسعير العقود الآجلة لاحتمال الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير من 75٪ إلى 69٪.
أما بالنسبة لاحتمال رفع أسعار الفائدة الأمريكية بوتيرة 25 نقطة أساسية خلال اجتماع ديسمبر، فقد ارتفع التسعير من 45٪ إلى 46٪، وانخفض تسعير العقود الآجلة لاحتمال الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير من 55٪ إلى 54٪.
وفيما يتعلق بالتوقعات، قال كبير محللي الأسواق في شركة أواندا، “إدوارد مويا”: لقد فاجأ تقرير فرص العمل الأمريكي السوق، لأنه يشير إلى احتمال رفع أسعار الفائدة مرة أخرى، ويقلل أيضًا من توقعات تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، مما يضغط على أسعار المعادن الثمينة.
وأضاف مويا: إذا تدخل بنك اليابان المركزي لدعم الين، فقد يضعف الدولار الأمريكي على المدى القصير ويقدم بعض الدعم للمعادن الثمينة.
أما بالنسبة لصندوق SPDR Gold Trust، فقد انخفضت حيازات الذهب فيه بحوالي 1.73 طن متري في الأمس، لتصل الإجمالي إلى 873.35 طن متري، وهو أدنى مستوى في نحو أسبوع.