سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا يوم الثلاثاء 24 ديسمبر/كانون الأول، وسط تعاملات ضعيفة بسبب موسم العطلات، في وقت يترقب فيه المستثمرون توجهات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة، بالإضافة إلى سياسات التعرفات الجمركية للرئيس المنتخب دونالد ترامب، والتي قد تحدد مسار أسعار الذهب خلال العام 2025.
ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% ليصل إلى 2616.88 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 12:47 مساءً بالتوقيت الشرقي الأميركي (17:47 بتوقيت غرينتش). كما زادت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.3% لتصل إلى 2635.50 دولارًا، وفقًا لوكالة رويترز.
وقال زين فاودا، محلل السوق في MarketPulse by OANDA: “يبدو أن الحركة الأفقية الحالية مدفوعة بشكل رئيسي بضعف السيولة”.
شهد الذهب أداءً استثنائيًا خلال العام 2024، حيث سجل مكاسب بنسبة 27%، وهو أفضل أداء له منذ عام 2010. وأضاف فاودا: “قد نرى ارتفاعًا مشابهًا في 2025، لكن ذلك يعتمد إلى حد كبير على التطورات الجيوسياسية”. وأضاف: “في غياب اضطرابات جيوسياسية مفاجئة، من المتوقع أن تصل أسعار الذهب إلى نحو 2800 دولار للأونصة، مدفوعة بالمخاطر المستمرة ومخاوف الحرب التجارية”.
ويعتقد المحللون أن الأداء القياسي الذي شهده الذهب في 2024 قد يمهد الطريق لمكاسب إضافية في 2025، بدعم من مشتريات البنوك المركزية، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، وخفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي.
لكن الزخم بدأ بالتراجع منذ نوفمبر/تشرين الثاني بسبب قوة الدولار، فيما عُرف بـ”نشوة ترامب”، حين شهدت الأسواق ارتفاعًا كبيرًا بعد فوزه في الانتخابات، مما أثر على صعود أسعار الذهب.
ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2025، يتوقع المستثمرون تغييرات سياسية كبيرة تشمل رفع التعرفات الجمركية، وتخفيف القيود التنظيمية، وإجراء تغييرات ضريبية، وهي إجراءات قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم.
وقال فرانك واتسون، محلل المعادن النفيسة في Kinesis Money: “إذا تم فرض التعرفات الجمركية، فقد يواجه الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قيودًا على خفض أسعار الفائدة، وهو ما بدأت السوق بالفعل في تسعيره خلال 2025”.
رغم تخفيض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بشكل كبير في اجتماعات سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول، إلا أنه أشار إلى تقليص وتيرة التخفيضات خلال العام المقبل بسبب الضغوط التضخمية المستمرة. وتؤدي أسعار الفائدة المرتفعة إلى زيادة التكلفة البديلة للاحتفاظ بالذهب الذي لا يوفر عوائد.
أما بالنسبة للمعادن الأخرى، فقد استقرت أسعار الفضة في المعاملات الفورية عند 29.65 دولارًا للأونصة، وارتفع البلاتين بنسبة 0.4% إلى 942.50 دولارًا، كما صعد البلاديوم بنسبة 1.8% إلى 946.11 دولارًا.