ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف عند الإغلاق يوم الجمعة، مع تراجع الدولار من أعلى مستوياته في عامين وتحسن التوقعات الاقتصادية بعد صدور تقرير التضخم، الذي عزز احتمالية إجراء خفضين إضافيين لأسعار الفائدة في العام المقبل. رغم ذلك، أثارت المخاوف بشأن تباطؤ نمو الطلب على النفط خلال عام 2025، خاصة في الصين – أكبر مستورد للخام – حالة من القلق، مما أدى إلى إنهاء الأسبوع بخسارة بلغت حوالي 3%.
سجلت العقود الآجلة لخام برنت زيادة طفيفة بمقدار 6 سنتات، أو ما يعادل 0.08%، لتستقر عند 72.94 دولاراً للبرميل عند التسوية. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 8 سنتات، أو 0.12%، لتبلغ عند التسوية 69.46 دولاراً للبرميل.
على صعيد الأداء الأسبوعي، تراجع خام برنت بنحو 2.5%، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط بحوالي 3%.
كان لارتفاع الدولار – الذي وصل إلى أعلى مستوى له في عامين – تأثير سلبي على أسعار النفط، حيث أشار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى أنه سيتوخى الحذر في خفض أسعار الفائدة خلال العام المقبل. يؤدي ارتفاع الدولار إلى جعل النفط أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، كما أن التباطؤ في خفض الفائدة قد يحد من النمو الاقتصادي، مما يقلص الطلب على الخام.
من جهته، توقع بنك جيه بي مورغان أن سوق النفط قد يتحول من حالة التوازن في عام 2024 إلى فائض يبلغ 1.2 مليون برميل يومياً في عام 2025. كما أشار البنك إلى زيادة الإمدادات من خارج تحالف أوبك+ بمقدار 1.8 مليون برميل يومياً في عام 2025، مع بقاء إنتاج أوبك عند مستوياته الحالية.
في الوقت ذاته، ارتفعت كميات النفط الإيراني المخزنة على الناقلات البحرية إلى أعلى مستوى منذ يوليو الماضي، بسبب تعطل تدفقات النفط الإيراني إلى الصين نتيجة العقوبات الأمريكية الواسعة.
وفي تقريرها السنوي للطاقة، توقعت شركة سينوبك الصينية – المملوكة للدولة – أن تصل واردات الصين من النفط إلى ذروتها في عام 2025، مع توقع بلوغ استهلاك البلاد ذروته بحلول عام 2027 نتيجة ضعف الطلب على الديزل والبنزين.
من جانبه، صرح إمريل جميل، الباحث في مجموعة بورصات لندن، بأن “أسعار النفط الخام القياسي تمر بمرحلة استقرار طويلة وسط حالة من عدم اليقين بشأن نمو الطلب مع قرب نهاية العام”. وأضاف أن تحالف أوبك+ سيحتاج إلى ضبط إمداداته لدعم الأسعار وتهدئة التقلبات الناتجة عن مراجعات مستمرة لتوقعات الطلب. تجدر الإشارة إلى أن أوبك+ قد خفضت مؤخراً توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2024 للشهر الخامس على التوالي.
وأشار تقرير إلى أن نحو ثلثي النفط الإيراني يتم تخزينه على متن ناقلات قبالة الساحل الشرقي لماليزيا، وهي منطقة رئيسية في سلسلة التوريد، حيث يتم في الغالب نقل النفط الإيراني إلى سفن أخرى لتسليمه إلى الموانئ الصينية.
في سياق متصل، أعلنت الولايات المتحدة يوم الخميس فرض عقوبات جديدة على أكثر من 10 كيانات وسفن وأفراد متورطين في نقل النفط الإيراني أو تمويل جماعة الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن. وتهدف هذه الخطوة، وفقاً لبيان صادر عن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى منع إيران من تمويل أنشطتها المزعزعة للاستقرار.