شهدت أسعار النفط ارتفاعًا خلال التعاملات الآسيوية المبكرة يوم الجمعة، مما يضعها على مسار تحقيق المكسب الأسبوعي الرابع على التوالي، مدفوعة بمخاوف من نقص الإمدادات بسبب العقوبات الأميركية على منتجي النفط الروس، بالإضافة إلى إشارات من مجلس الاحتياطي الفيدرالي حول احتمال خفض أسعار الفائدة.
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 13 سنتًا، أي بنسبة 0.2%، لتصل إلى 81.42 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 01:13 بتوقيت غرينتش، وذلك بعد انخفاضها بنسبة 0.9% في الجلسة السابقة.
كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 27 سنتًا، أو 0.3%، إلى 78.95 دولارًا للبرميل، بعد تراجعها بنسبة 1.7% يوم الخميس، وفقًا لبيانات “رويترز”.
جاء التراجع في الأسعار يوم الخميس نتيجة توقعات بتوقف جماعة الحوثي اليمنية عن استهداف السفن في البحر الأحمر. ومع ذلك، لا يزال خام برنت مرتفعًا بنسبة 9% والخام الأميركي بنسبة 10% منذ بداية العام، مما يدفعهما نحو تحقيق مكاسب أسبوعية جديدة.
صرح توشيتاكا تازاوا، المحلل في شركة فوجيتومي للأوراق المالية، أن المخاوف من نقص الإمدادات الناتج عن العقوبات الأميركية المفروضة على منتجي النفط وناقلات النفط الروسية، إلى جانب توقعات بزيادة الطلب بفضل احتمالات خفض أسعار الفائدة الأميركية، تعزز أسواق النفط.
وأضاف أن زيادة الطلب على الكيروسين نتيجة الطقس البارد في الولايات المتحدة تعد عاملاً داعمًا إضافيًا.
يقيّم المستثمرون حاليًا أثر العقوبات الجديدة التي فرضتها إدارة بايدن على القطاع الصناعي العسكري الروسي ومحاولات التهرب من العقوبات، بالإضافة إلى التدابير الأوسع نطاقًا التي استهدفت منتجي النفط وناقلات النفط الروسية. وفي ظل ذلك، يبحث كبار العملاء عن مصادر بديلة للخام، مما يساهم في ارتفاع تكاليف الشحن.
وقال كريستوفر والر، أحد مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، إن تراجع التضخم قد يستمر، مما قد يتيح للبنك المركزي خفض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع وأقرب من المتوقع.
مستجدات الغاز الطبيعي والشرق الأوسط
في الولايات المتحدة، قفزت العقود الآجلة للغاز الطبيعي بنسبة 4% يوم الخميس، مسجلة أعلى مستوى لها في عامين، مع توقعات بطقس أكثر برودة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
أما في الشرق الأوسط، فقد أفاد مسؤولون في الأمن البحري بأن جماعة الحوثي اليمنية قد تعلن قريبًا وقف هجماتها على السفن في البحر الأحمر، بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
تسببت هجمات الحوثيين سابقًا في اضطرابات بحركة الشحن العالمية، مما دفع الشركات إلى تحويل مسارات رحلاتها إلى طرق أطول وأكثر تكلفة عبر جنوب القارة الأفريقية. ومع ذلك، أعرب المستثمرون عن حذرهم، خاصة بعد تصريحات زعيم الحوثيين التي أوضحت أن الحركة ستواصل مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وستستأنف الهجمات إذا تم خرق الاتفاق.