تراجعت أسعار الذهب في السوق الأوروبية يوم الخميس، مع تعمق خسائرها لليوم الثالث على التوالي، وسجلت أدنى مستوى لها في ثلاثة أسابيع، وهي على وشك الوصول إلى الحاجز النفسي عند 1,900 دولار، قبل صدور العديد من البيانات الاقتصادية الهامة في الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن توفر هذه البيانات المزيد من الأدلة حول فرص رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرة أخرى في نوفمبر المقبل، مع الاحتفاظ بأسعار الفائدة مرتفعة لأطول فترة ممكنة حتى عام 2024.
أما بالنسبة لأسعار الذهب اليوم، فقد تراجعت بنسبة 0.15% إلى 1,905.26 دولار، وهذا هو أدنى مستوى منذ 25 أغسطس الماضي، بعد أن بدأت التعاملات عند مستوى 1,908.12 دولار ووصلت إلى أعلى مستوى عند 1,912.97 دولار.
تأثرت أسعار الذهب يوم الأربعاء بفقدان نسبة 0.3%، وهذه هي الثانية في يومين متتاليين، بسبب ارتفاع أسعار النفط العالمية وتعافي الدولار الأمريكي.
أما بالنسبة لأسعار النفط العالمية، فقد تم التداول بها يوم الخميس بالقرب من أعلى مستوياتها في عشرة أشهر، ومن المتوقع أن تسجل مستويات أعلى جديدة، وهناك توقعات بأن تصل إلى 100 دولار للبرميل. وهذا قد يؤدي إلى زيادات كبيرة في أسعار الوقود في معظم الاقتصادات الكبرى، مما يجدد المخاوف من معركة البنوك المركزية العالمية مع التضخم المرتفع.
وفيما يتعلق بالتضخم في الولايات المتحدة، فقد أعلنت وزارة العمل الأمريكية أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع بنسبة 0.6% شهريًا في أغسطس، وهذا هو أكبر ارتفاع منذ يونيو 2022. وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الإجمالي سنويًا بنسبة 3.7% الشهر الماضي، مما يتجاوز توقعات السوق التي كانت تشير إلى 3.6%، وسجل المؤشر ارتفاعًا بنسبة 3.2% في يوليو.
مع ذلك، فإن التضخم الأساسي، الذي يستبعد أسعار المواد الغذائية والطاقة، بلغ 4.3% على أساس سنوي في أغسطس، مقارنة بـ 4.7% في الشهر السابق. وتراجع التضخم الأساسي قليلاً مما قد يخفف من المخاوف حول ضغوط الأسعار على مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
على صعيد آخر، ظل تسعير العقود الآجلة لاحتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع سبتمبر مستقرًا عند 7%، في حين تشير التسعيرات إلى أن هناك احتمالات متزايدة للإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير عند 93%.
كما تشير التسعيرات إلى أن هناك احتمالات لرفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع نوفمبر بنسبة 41%، واحتمالات للإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير بنسبة 59%.
فيما يخص المستثمرين، يترقبون صدور بيانات جديدة في الولايات المتحدة حول أسعار المنتجين في أغسطس، وهي مؤشر مهم لأسعار المستهلكين في سبتم
بر. وسيقدم تقرير مبيعات التجزئة الشهرية أيضًا أدلة قوية على صحة الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الثالث.
أما بالنسبة للطلبات الأسبوعية لإعانة البطالة، فإن استمرار انخفاض هذه البيانات يشير إلى ظروف سوق العمل الصعبة وقد يستدعي تدخلاً جديدًا من مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
في الختام، فإن عدم اليقين بشأن مسار خفض سعر الفائدة الفيدرالي في عام 2024 يعتبر أحد العوامل التي تؤثر في تقلبات أسعار الذهب. ومع تخفيف المخاوف بشأن ارتفاع ضغوط الأسعار، يتوقع أن يترقب المستثمرون صدور المزيد من البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة في المستقبل القريب.