حققت أسعار الذهب ارتفاعًا تاريخيًا، متجاوزة 2950 دولارًا للأونصة، ما يمثل زيادة بنسبة 11% منذ بداية العام، أي ما يعادل 300 دولار خلال أقل من شهرين. ويبدو أن الاتجاه الصاعد لا يزال مستمرًا، مدفوعًا بعوامل رئيسية مثل الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، والطلب المتزايد من البنوك المركزية، وانخفاض احتياطيات الذهب القابلة للاستخراج.
البنوك المركزية تعزز الطلب على الذهب
أظهرت البيانات أن البنوك المركزية اشترت أكثر من 1000 طن من الذهب في عام 2023، ما أدى إلى زيادة الطلب العالمي على المعدن النفيس. وخلال عام 2024، ارتفع الطلب الإجمالي على الذهب إلى 4974 طنًا، بينما بلغت مشتريات المجوهرات الذهبية 1877 طنًا بقيمة 144 مليار دولار.
وفي هذا السياق، قال نور الدين محمد، رئيس شركة تارجت للاستثمار، في مقابلة مع برنامج “بزنس مع لبنى” على قناة سكاي نيوز عربية:
“البنوك المركزية لا تشتري الذهب بغرض المتاجرة، وإنما لحماية نفسها من التقلبات الاقتصادية العالمية، وهو ما أسهم في ارتفاع الأسعار بشكل كبير.”
العوامل الاقتصادية تدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع
أكد نور الدين محمد أن النزاعات التجارية العالمية والحروب الاقتصادية تلعب دورًا رئيسيًا في دعم الاتجاه الصاعد للذهب.
وأضاف:
“عادةً ما يؤدي ارتفاع الدولار إلى تراجع أسعار الذهب، لكن المخاطر الاقتصادية الحالية تفوق هذا التأثير، ما يعكس حجم القلق في الأسواق المالية.”
كما أشار إلى أن الأزمة العقارية في الصين ساهمت في تعزيز الطلب على الذهب، حيث استثمرت شركات التأمين 1% فقط من أصولها في الذهب، بينما شهد السوق زيادة في الطلب بنسبة 6.5%، ما يعكس توجه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة وسط الأزمات الاقتصادية.
توقعات باستمرار ارتفاع الأسعار
رفعت البنوك الاستثمارية الكبرى توقعاتها لأسعار الذهب خلال العام الجاري، حيث توقعت:
- غولدمان ساكس ومورغان ستانلي ارتفاع الأونصة إلى 3100 دولار قبل نهاية العام.
- بنك UBS السويسري رفع توقعاته إلى 3200 دولار للأونصة.
- جي بي مورغان يتوقع وصول السعر إلى 3000 دولار.
وأكد نور الدين محمد:
“لا توجد مؤشرات تدعم هبوط أسعار الذهب في المستقبل القريب، خاصة مع استمرار التضخم المرتفع في الولايات المتحدة واستمرار التوترات الجيوسياسية.”
الذهب يظل الملاذ الآمن وسط تقلبات الأسواق
على الرغم من التقلبات الحادة التي تشهدها الأصول الرقمية مثل البيتكوين، لا يزال الذهب الخيار المفضل للمستثمرين الباحثين عن استثمارات آمنة.
وأوضح نور الدين محمد أن:
“الذهب يحافظ على قيمته في أوقات الأزمات الاقتصادية، مما يجعله استثمارًا أكثر أمانًا مقارنة بالعقارات والعملات الرقمية.”
وأشار أيضًا إلى أن العقارات قد تحتفظ بقيمتها على المدى الطويل، لكن تسييلها (بيعها) أصعب مقارنة بالذهب، الذي يمكن بيعه بسهولة في الأسواق العالمية.
هل نشتري الذهب الآن أم ننتظر؟
مع استمرار الاتجاه الصاعد، يظل الذهب أحد أفضل الملاذات الاستثمارية في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمية، ما يجعل المستثمرين يتساءلون: هل الوقت مناسب للشراء، أم أن هناك المزيد من الارتفاعات القادمة؟