انخفضت عملة البيتكوين بشكل طفيف يوم الجمعة، متخلية عن بعض مكاسبها الأخيرة، في ظل تراجع شهية المستثمرين للمخاطرة وسط حالة من الغموض بشأن سياسات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي المتعلقة بأسعار الفائدة، وتزامنًا مع ترقب بيانات تضخم مرتقبة.
وقد حققت البيتكوين، وهي أكبر عملة رقمية في العالم، مكاسب محدودة خلال الأسبوع، وكذلك فعلت معظم العملات الرقمية الأخرى، مدعومة باتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بوساطة أميركية، والذي ظل قائمًا حتى صباح الجمعة.
كما ساعدت تقارير عن تزايد مشتريات الشركات واعتماد المؤسسات المالية على العملات الرقمية في تعزيز الأسعار.
وسجلت البيتكوين انخفاضًا بنسبة 0.3% إلى مستوى 107,542 دولارًا بحلول الساعة 00:56 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (04:56 بتوقيت غرينتش). ورغم تحقيقها مكاسب أسبوعية تجاوزت 5%، إلا أنها لم تتمكن من اختراق النطاق السعري بين 103,000 و105,000 دولار، وهو النطاق الذي سيطر على التداولات خلال معظم شهر يونيو.
القلق بشأن سياسة الفيدرالي يزيد من توتر سوق العملات الرقمية
رغم التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وإيران، فإن حالة الغموض المتزايدة حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي وخططه لتخفيض أسعار الفائدة أدت إلى تقليص الإقبال على الأصول عالية المخاطر.
واستمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في انتقاده العلني لرئيس الفيدرالي جيروم باول، مطالبًا بخفض الفائدة “فورًا”.
وتزامنت هذه التصريحات مع تقارير تشير إلى أن ترامب قد يعجل باختيار بديل لباول، مما قد يؤثر على سلطته خلال ما تبقى من ولايته حتى مايو 2026.
لكن باول تجاهل إلى حد كبير هذه الدعوات، مؤكدًا أن المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب ستمنع البنك المركزي من اتخاذ أي خطوات وشيكة.
البيتكوين تتصدر المشهد… والزخم الصعودي يمتد للمؤسسات والحكومات
تحافظ البيتكوين على حضور قوي في التغطية الإعلامية، وسط تزايد الزخم في سوق العملات الرقمية بشكل عام، والذي يمتد من المستثمرين الأفراد إلى الحكومات.
ومن الملفت أن بعض السياسيين في الهند اقترحوا إدراج البيتكوين ضمن الاحتياطيات الوطنية، ما يشير إلى توجه عالمي متزايد نحو اعتماد العملات الرقمية من قبل مؤسسات الدولة.
ويُعد هذا التحول لحظة محورية، حيث بدأ يُنظر إلى البيتكوين، التي كانت تُعتبر سابقًا أصلًا مضاربًا، كأداة حقيقية لحفظ القيمة، في مسار يشبه ما حدث مع الذهب في مراحله الأولى.
ويُلفت النظر أن من ظنوا أنهم تأخروا في الاستثمار بالذهب منذ عشر سنوات ما زالوا حققوا أرباحًا كبيرة، ويعتقد كثيرون أن البيتكوين تمر الآن بمرحلة مماثلة من التبني المبكر.
ومع دخول مؤسسات واقتصادات كبرى في سوق البيتكوين، يبدو أن سوق العملات الرقمية يتجه نحو مرحلة نمو طويلة الأمد.
توقعات البيتكوين: تداول بالقرب من القمة مع احتمالات تقلبات
تتداول البيتكوين حاليًا بالقرب من الحد الأعلى لنطاقها السعري، بين 107,000 و110,000 دولار. ورغم هذا الارتفاع، تواجه العملة مقاومة تمنع تحقيق مكاسب إضافية، في ظل أنماط تاريخية تُظهر صعوبة في الصعود خلال فصل الصيف.
وقد يؤدي الفشل في اختراق هذا المستوى إلى تراجع نحو 105,000 أو حتى 103,000 دولار، ويُعد مستوى 106,600 دولار نقطة دعم مهمة، حيث يلتقي مع قاع القيمة وخط الاتجاه القصير على الرسم البياني الساعي.
وفي حال كسر هذا الدعم مع ارتفاع في أحجام التداول، فقد يشير ذلك إلى تصحيح أعمق. ومع ذلك، ما لم تظهر مفاجآت اقتصادية سلبية، مثل ضعف الناتج المحلي الأميركي، فإن البيتكوين مرشحة لمواصلة الارتفاع التدريجي نحو 109,000 أو 110,000 دولار على المدى القريب.
وتتوقع بعض التقديرات المتفائلة أن تصل البيتكوين إلى 140,000 دولار قريبًا، بينما تشير التوقعات طويلة الأجل إلى إمكانية وصولها إلى مليون دولار للوحدة الواحدة.
البيتكوين ترتفع 7% هذا الأسبوع بفضل تحسّن شهية المخاطرة وتيسير السياسات
ارتفعت البيتكوين بنحو 7% منذ بداية الأسبوع، ويتم تداولها فوق مستوى 107,000 دولار وقت كتابة التقرير يوم الجمعة، مقتربة من أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وجاء هذا الارتفاع بدعم من تحسّن شهية المستثمرين بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، إضافة إلى موقف أكثر مرونة من الاحتياطي الفيدرالي تجاه البنوك المرتبطة بالعملات الرقمية مطلع الأسبوع.
كما استمر الزخم الشرائي من جانب الشركات والمؤسسات، ما زاد من احتمالية وصول العملة إلى مستويات قياسية جديدة.
وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يعزز المعنويات
بدأت البيتكوين الأسبوع بقوة، إذ ارتفعت من أدنى مستوى بلغته يوم الأحد عند 98,200 دولار، محققة صعودًا بنسبة 4.33% لتغلق فوق 105,000 دولار يوم الاثنين.
وجاء هذا التعافي بعد إعلان ترامب وقف “تام وكامل” لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، ما أنهى عمليًا نزاعًا استمر 12 يومًا.
ونشر ترامب على منصته Truth Social يوم الثلاثاء مؤكدًا سريان وقف إطلاق النار، داعيًا الطرفين للالتزام به، ما عزز الأجواء الإيجابية في الأسواق ودفع البيتكوين لتغلق فوق 107,000 دولار يوم الأربعاء وتبقى عند هذا المستوى حتى الجمعة.
الطلب المؤسسي يتسارع ويرفع الأسعار
تلقت البيتكوين دعمًا من ارتفاع الطلب المؤسسي والشركات بشكل ملحوظ هذا الأسبوع.
فقد شهدت عمليات شراء من شركات عامة بإجمالي 7,597 وحدة بيتكوين خلال الأسبوع. أضافت شركات مثل Strategy وMetaplanet وBlockchain Group نحو 1,431 وحدة يوم الاثنين.
وفي يوم الثلاثاء، قامت شركة ProCap BTC التابعة لأنطوني بومبليانو بشراء حوالي 3,724 بيتكوين بعد إعلان اندماج بقيمة مليار دولار وجولة تمويل بأكثر من 750 مليون دولار. كما أضافت 1,208 وحدة إضافية يوم الأربعاء، ليبلغ مجموع حيازتها 4,932 وحدة.
ويوم الخميس، زادت شركة Metaplanet ممتلكاتها بإضافة 1,234 وحدة، لتصل حيازتها الإجمالية إلى 12,345 وحدة.
في الوقت ذاته، واصلت صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة (Spot ETFs) تسجيل تدفقات إيجابية لليوم الثالث عشر على التوالي منذ 9 يونيو.