سجل الدولار ارتفاعاً يوم الإثنين، معززاً موقعه، بعد توصل الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق تجاري يقضي بخفض الرسوم الجمركية مؤقتاً، ما ساهم في تهدئة المخاوف من أن يؤدي النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم إلى ركود عالمي.
وبموجب الاتفاق، ستقوم الولايات المتحدة بخفض الرسوم الإضافية التي فرضتها على الواردات الصينية في أبريل من 145% إلى 30%، بينما ستقلل الصين الرسوم على الواردات الأمريكية من 125% إلى 10%، على أن تستمر هذه التخفيضات لمدة 90 يوماً.
وقد تجاوز هذا الاتفاق توقعات المستثمرين، الذين كانوا يتوقعون مجرد انطلاق جولة تمهيدية من المحادثات دون التوصل لاتفاق ملموس.
وفي هذا السياق، قال مارك تشاندلر، كبير محللي السوق في “بانوكبيرن غلوبال فوركس” في نيويورك: “إنها مهلة 90 يوماً تمنحنا مزيداً من الوقت، وأعتقد أن الولايات المتحدة قدمت بعض التنازلات”.
وأضاف: “أنا لست مؤيداً كبيراً للرسوم الجمركية، لكن بمجرد فرضها، بدا أن الولايات المتحدة تراجعت دون الحصول على مكاسب كبيرة، فقد أوقفنا فرض رسوم إضافية على الصين، فردّت الصين بإلغاء رسومها علينا، لكننا ما زلنا في نقطة البداية”.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، بنسبة 1.5% ليصل إلى 101.91، في حين انخفض اليورو بنسبة 1.54% إلى 1.1074 دولار، متجهاً نحو تسجيل أكبر خسائره اليومية منذ 6 نوفمبر.
كما صعد الدولار بنسبة 1.86% مقابل الفرنك السويسري ليصل إلى 0.847، بعد أن بلغ 0.8475، وهو أعلى مستوى له منذ 10 أبريل.
في المقابل، تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 1.07% إلى 1.3162 دولار، مسجلاً أكبر انخفاض يومي له منذ 7 أبريل.
وسجل الدولار مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي، مدعوماً بتزايد الآمال بشأن إبرام صفقات تجارية، رغم أنه لا يزال منخفضاً بنسبة 2.2% منذ إعلان ترامب عن رسوم شاملة في 2 أبريل.
وارتفع اليوان الصيني بنسبة 0.52% ليصل إلى 7.201 مقابل الدولار.
في الوقت ذاته، تراجعت حدة التوترات الجيوسياسية منذ بداية الأسبوع، مما ساعد على تعزيز شهية المخاطرة لدى المستثمرين.
وأعلنت الهند وباكستان عن وقف لإطلاق النار بعد أربعة أيام من المواجهات بين البلدين.
كما صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه مستعد للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في تركيا يوم الخميس لعقد أول محادثات مباشرة منذ الأشهر الأولى من الغزو الذي بدأ في عام 2022.