انخفض الدولار الأسترالي في الأسواق الآسيوية يوم الاثنين إلى أدنى مستوى له في خمس سنوات مقابل الدولار الأمريكي، ليواصل خسائره التي توقفت مؤقتًا في الجلسة السابقة بسبب عمليات جني الأرباح. وتأتي هذه الخسائر الحادة نتيجة تسارع عمليات البيع المكثف، بعد أن بدأ الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” حربًا تجارية عبر فرض رسوم جمركية واسعة النطاق.
الرسوم الجمركية الأمريكية
فرضت الإدارة الأمريكية الجديدة رسومًا جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك، وبنسبة 10% على الصين اعتبارًا من فبراير الجاري، مما دفع هذه الدول إلى الإعلان عن إجراءات انتقامية. وأكدت الصين أنها ستواجه هذه الرسوم عبر منظمة التجارة العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، يتعرض الدولار الأسترالي لضغوط بسبب تراجع معدلات التضخم، مما يقلل من احتمالية قيام البنك المركزي الأسترالي برفع أسعار الفائدة، بل قد يدفعه إلى خفضها في فبراير الجاري. هذا من شأنه أن يؤدي إلى توسيع الفجوة في أسعار الفائدة بين أستراليا والولايات المتحدة.
تحركات سعر الدولار الأسترالي
- سعر الصرف اليوم: تراجع الدولار الأسترالي بنسبة 2.0% مقابل الدولار الأمريكي ليصل إلى 0.6088، وهو أدنى مستوى له منذ أبريل 2020، مقارنة بسعر إغلاق يوم الجمعة عند 0.6211، بينما بلغ أعلى مستوى خلال تعاملات اليوم 0.6170.
- أداء الأسبوع الماضي: ارتفع الدولار الأسترالي يوم الجمعة بنسبة تقل عن 0.1% أمام الدولار الأمريكي، مسجلًا أول مكسب له في خمسة أيام، ضمن عمليات تصحيح وجني الأرباح.
- الخسائر الأسبوعية: انخفض الدولار الأسترالي بنسبة 1.65% خلال الأسبوع الماضي، مسجلًا أول خسارة أسبوعية في ثلاثة أسابيع، نتيجة مخاوف بشأن فرض الرسوم الجمركية على الصين، الشريك التجاري الأكبر لأستراليا.
التوترات التجارية وإجراءات ترامب
كما وعد الرئيس “دونالد ترامب” سابقًا، فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك، و10% على الصين اعتبارًا من بداية فبراير. وأوضحت الإدارة الأمريكية أن هذه الإجراءات تهدف إلى مكافحة الهجرة غير الشرعية وتجارة المخدرات.
وردت كندا والمكسيك بسرعة بإعلان إجراءات انتقامية، بينما أكدت الصين أنها ستتحدى هذه الرسوم أمام منظمة التجارة العالمية.
خلال حملته الانتخابية، تعهد “ترامب” بفرض رسوم جمركية واسعة على التجارة الخارجية، في إطار خطة لإعادة تشكيل الاقتصاد الأمريكي وعلاقاته مع الدول الأخرى. ومع ذلك، خلال أول أسبوعين من ولايته، أثارت تصريحاته حالة من عدم اليقين حول مدى جديته في تنفيذ هذه الرسوم، حيث اعتقد البعض أنها مجرد أداة تفاوضية.
يمثل هذا التصعيد التجاري أكبر خطوة حمائية يتخذها رئيس أمريكي منذ قرابة قرن، مما أدى إلى موجة بيع واسعة في الأسواق المالية العالمية، وسط مخاوف من تأثيرها على التضخم، والجغرافيا السياسية، والنمو الاقتصادي العالمي.
تحليلات وآراء الخبراء
- قال توني سيكامور، محلل الأسواق في “آي جي”، إن المفاجأة للأسواق كانت في الرد الفوري من كندا والمكسيك، وقد يتبعهم آخرون مثل الصين والاتحاد الأوروبي، مما قد يؤدي إلى تباطؤ حاد في التجارة العالمية.
- أشار سيكامور أيضًا إلى أن بدء تنفيذ الرسوم الجمركية في الرابع من فبراير جاء أسرع مما توقعه معظم المستثمرين.
- ذكر منصور محي الدين، كبير الاقتصاديين في بنك سنغافورة، أن فرض ترامب لهذه الرسوم في وقت مبكر من ولايته قد يؤثر سلبًا على ثقة المستثمرين.
- أضاف محي الدين أن العديد من التوقعات، بما في ذلك توقعاتنا، كانت تشير إلى أن تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأمريكي لن يكون ملموسًا إلا في النصف الثاني من عام 2025، بعد مفاوضات طويلة مع الشركاء التجاريين الرئيسيين.
- قال جون هاردي، كبير استراتيجيي الاقتصاد الكلي في بنك ساكسو، إنه إذا استمر فرض الرسوم الجمركية والردود الانتقامية، فإننا في حرب تجارية فعلية، مع ما يصاحبها من تأثيرات على النمو الاقتصادي، ومستويات الأسعار، واضطراب سلاسل التوريد العالمية.
توقعات أسعار الفائدة الأسترالية
- أظهرت بيانات الأسبوع الماضي تباطؤ معدل التضخم الأساسي في أستراليا، مما أدى إلى اقترابه من النطاق المستهدف للبنك المركزي الأسترالي على المدى المتوسط.
- عقب صدور هذه البيانات، ارتفعت احتمالات قيام بنك الاحتياطي الأسترالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه المقرر في 18 فبراير، حيث زادت التوقعات من 55% إلى 80%.
- ينتظر المستثمرون صدور المزيد من البيانات الاقتصادية الرئيسية في أستراليا قبل الاجتماع الأول لبنك الاحتياطي الأسترالي في عام 2025، لإعادة تقييم توقعاتهم بشأن السياسة النقدية.