واصل الدولار الأميركي سلسلة مكاسبه للأسبوع العاشر على التوالي، وسجل أطول سلسلة ارتفاع أسبوعية منذ عام 2014. يعزى هذا الأداء الإيجابي إلى السياسة النقدية المشددة التي ينتهجها الفيدرالي الأميركي، بالمقارنة مع السياسات التي تنتهجها البنوك المركزية في منطقة اليورو وبريطانيا واليابان.
في تعاملات اليوم، ارتفع مؤشر الدولار أمام مجموعة متنوعة من العملات بنسبة تقدر بحوالي 0.10% ليصل إلى حوالي 105.47 نقطة، وهذا المستوى ليس ببعيد عن أعلى مستوى له خلال الستة أشهر السابقة والذي سجله في الجلسة السابقة عند 105.74 نقطة.
على الجانب الآخر، شهد الجنيه الإسترليني تراجعًا بنسبة 0.28% ليصل إلى 1.2263 دولار، بعد أن وصل إلى أدنى مستوى له خلال ستة أشهر تقريبًا عند 1.22305 دولار أمريكي في الجلسة السابقة. وجاء هذا التراجع بعدما أعلن بنك إنجلترا تعليق زيادة أسعار الفائدة بعد أن قام برفعها 14 مرة.
فيما شهد الين الياباني انخفاضًا بعد قرار بنك اليابان المركزي بالاستمرار في سياسته النقدية فائقة التيسير، وهوى الين إلى أدنى مستوى له خلال عشرة أشهر في الجلسة السابقة بسبب ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية.
في نهاية اجتماعه يوم الأربعاء، قام الفيدرالي الأميركي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير عند مستويات تتراوح بين 5.25% و5.50%. ومع ذلك، أشار إلى احتمال زيادة إضافية هذا العام وتعزيز تعهده بالاستمرار في الفائدة بمعدلات مرتفعة لفترة أطول.
مدير العمليات في الخليج والشرق الأوسط في سكويرد فاينانشيال، دومينيك الخوري، أشار إلى أن الدولار الأميركي يعزز قوته بفضل ارتفاع كبير في أسعار الفائدة. وتوقع أن يظل الدولار قويًا بشكل خاص بعد تلميح الفيدرالي الأميركي إلى زيادة إضافية في أسعار الفائدة هذا العام.
وأشار الخوري إلى أن في اجتماع الفيدرالي الأخير، أظهر 12 من أصل 19 عضوًا في لجنة السوق المفتوحة توجهًا نحو رفع الفائدة مرة واحدة على الأقل هذا العام، مما سيؤدي تلقائيًا إلى تعزيز قوة الدولار مقابل باقي العملات. وأشار إلى أن الاقتصاد الأميركي يسير بشكل جيد جدًا، مما يسهم في استمرار تحقيق الدولار أداءً إيجابيًا.
وبالنسبة لقرار بنك إنجلترا بتثبيت الفائدة، أوضح الخوري أن هذا القرار جاء في ضوء التفاؤل بانخفاض التضخم الغير متوقع الذي شهدته بريطانيا في أغسطس الماضي. وأشار إلى أن البنك المركزي الإنجليزي ربما يكون قد أراد أن يتريث قليلاً قبل أن يتدخل مجددًا بزيادة في أسعار الفائدة. وأكد أنه ليس هناك يقين حول الخطوات القادمة للبنك المركزي الإنجليزي، ولكنه يتوقع أن يتم التدخل مرة أخرى بعد تأخير مؤقت، مما سي
ؤدي إلى تأثير سلبي على قيمة الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأميركي.