اختتمت تعاملات سوق العملات الأجنبية لشهر أغسطس 2024 مع تسوية الأسعار يوم الجمعة 30 أغسطس. وقد أظهرت العملة النيوزيلندية أداءً استثنائياً طوال الشهر، حيث تفوقت على معظم العملات الرئيسية والثانوية.
جاء هذا التفوق نتيجة الإقبال الكبير على شراء الدولار النيوزيلندي كأفضل خيار استثماري، مدعومًا بتوقعات ضئيلة لتخفيضات إضافية في أسعار الفائدة النيوزيلندية هذا العام.
مع تحسن الأوضاع الاقتصادية في نيوزيلندا وارتفاع ثقة الشركات المحلية إلى أعلى مستوى في عشر سنوات، بات من المحتمل أن يتبنى بنك الاحتياطي النيوزيلندي نهجًا أكثر حدة في خفض أسعار الفائدة.
كما دعم مكاسب العملة النيوزيلندية تحسن معنويات المخاطرة في الأسواق المالية العالمية، مع اقتراب دورة التيسير النقدي في الولايات المتحدة.
وعند النظر إلى أداء العملات في أغسطس، جاء الدولار الأمريكي في المركز الأخير بسبب زيادة عمليات البيع المفتوحة، بعد تصريحات متشائمة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في منتدى جاكسون هول، مما عزز التوقعات بخفض كبير في أسعار الفائدة الأمريكية اعتبارًا من سبتمبر.
ارتفع الدولار النيوزيلندي بمقدار 10 نقاط على مؤشر “FX News Today”، متقدمًا على الدولار الأسترالي في المركز الثاني بأربع نقاط، والفرنك السويسري في المركز الثالث بثلاث نقاط، بينما سجل الدولار الأمريكي المركز الأخير بنقص 12 نقطة.
تفصيلًا، ارتفع الدولار النيوزيلندي بنسبة 5.4% مقابل الدولار الأمريكي، وهو أكبر ارتفاع شهري منذ نوفمبر 2023، مسجلًا أعلى مستوى في سبعة أشهر عند 62.99 سنتًا. كما ارتفع بنسبة 2.95% مقابل اليورو، محققًا أكبر مكسب شهري منذ سبتمبر 2023، ووصل إلى أعلى مستوى في سبعة أسابيع عند 1.7651 دولار. وحقق ارتفاعًا بنسبة 2.9% مقابل الجنيه الإسترليني، وبنسبة 2.65% مقابل الدولار الكندي، وبنسبة 2.35% مقابل الين الياباني. كما ارتفع بنسبة 1.65% مقابل الفرنك السويسري، و1.6% مقابل الدولار الأسترالي.
ووفقًا لبنك جي بي مورغان، فإن تحرك بنك الاحتياطي النيوزيلندي المبكر لخفض أسعار الفائدة وفر دعمًا إضافيًا للعملة النيوزيلندية، مما ساعد في تقليل الضغوط على أسعار الفائدة المرتفعة.
وأشار المحلل بن كي جارمان إلى أن الأسواق قد توقعت بالفعل قدرًا كبيرًا من التيسير، لكن بعد بدء العملية، هناك شعور بالارتياح بأن الاقتصاد النيوزيلندي سيستقر حتى عام 2025.
وأضاف جارمان أن السوق قد بلغت أقصى درجات التشاؤم بشأن الدولار النيوزيلندي، حيث أن أي تحسن في الدورة الاقتصادية سيخفف من نطاق تخفيضات الفائدة المطلوبة.
يستمر المستثمرون في التركيز على شراء الدولار النيوزيلندي كأحد أفضل الفرص الاستثمارية المتاحة في سوق العملات، مع تمسك بنك الاحتياطي النيوزيلندي بسعر فائدة مرتفع يحتل المرتبة الثانية بعد الفائدة الأمريكية.
ومع اقتراب مجلس الاحتياطي الفيدرالي من خفض أسعار الفائدة الأمريكية في سبتمبر، من المتوقع أن تتصدر الفائدة النيوزيلندية قائمة أسعار الفائدة للعملات الرئيسية والثانوية.
أظهر مسح أجراه بنك “إيه.إن.زد” أن ثقة الشركات في نيوزيلندا ارتفعت في أغسطس إلى أعلى مستوى لها في عشر سنوات، مع تحسن قوي في مؤشرات النشاط الاقتصادي.
وأظهر المسح أن 50.6% من المستجيبين يتوقعون تحسن الاقتصاد النيوزيلندي خلال العام المقبل، مقارنة بمستوى تفاؤل بلغ 27.1% في الاستطلاع السابق.
ورغم التحسن في ثقة الشركات، إلا أن احتمالات قيام بنك الاحتياطي النيوزيلندي بخفض أسعار الفائدة في اجتماع 9 أكتوبر القادم لا تزال أقل من 50%، في انتظار المزيد من البيانات الاقتصادية.
ارتفعت معظم أسواق الأسهم العالمية، بقيادة الأسهم الأمريكية في وول ستريت، نتيجة لتحسن معنويات المخاطرة، مع تزايد احتمالات تخفيف مجلس الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية وخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
وفي منتدى جاكسون هول، صرح جيروم باول بأن الوقت قد حان لتعديل السياسة النقدية، مشيرًا إلى ثقته المتزايدة في أن التضخم يسير على مسار مستدام للعودة إلى الهدف المحدد عند 2%.
أكد باول أن مستوى سعر الفائدة الحالي يمنح مجالًا واسعًا للاستجابة للمخاطر، بما في ذلك ضعف سوق العمل.
في ضوء تصريحات باول، ارتفعت احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر من 25% إلى 33%، بينما تراجعت احتمالات الخفض بمقدار 25 نقطة أساس من 75% إلى 67%.
حاليًا، تشير الأسواق إلى تخفيضات محتملة في أسعار الفائدة الأمريكية تصل إلى 100 نقطة أساس قبل نهاية العام.