الأنظار تتجه في الأسواق المال العالمية نحو البنك المركزي الأوروبي اليوم الخميس، حيث سيتم الإعلان عن قرارات السياسة النقدية خلال الاجتماع الدوري السابع لهذا العام، وسيتم متابعة مؤتمر صحفي لرئيسة البنك، كريستين لاجارد.
من المتوقع أن يبقي البنك الأوروبي على أسعار الفائدة الأوروبية دون تغيير لأول مرة منذ أكثر من عام، نظرًا للأدلة المتزايدة على أن الموجة الغير مسبوقة لرفع الفائدة التي تمت خلال عشر اجتماعات متتالية تساعد في تقليل التضخم في منطقة اليورو.
التوقف المتوقع في وقت لاحق اليوم هو محور اهتمام كبير في الأسواق، حيث يُتوقع من البعض أن يكون هذا التوقف دائمًا خاصة بعد الإعلان خلال الاجتماع السابق عن بلوغ سعر فائدة تقييدي بالفعل. بينما يتوقع آخرون أن يكون هذا التوقف مؤقتًا، خاصة مع ارتفاع أسعار النفط وتصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية، مما يشير إلى مزيد من المخاطر الصعودية على الأسعار والتضخم، والتي قد تستدعي زيادات إضافية في أسعار الفائدة.
وسيتم الإعلان عن قرار الفائدة الأوروبية والبيان السياسي بحلول الساعة 12:15 بتوقيت جرينتش، وسيتحدث رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، في مؤتمر صحفي بحلول الساعة 12:45 بتوقيت جرينتش.
تتوقع الأسواق حاليًا أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بتثبيت أسعار الفائدة دون أي تغيير، بعد عشر زيادات متتالية بدأت في يوليو 2022، لتبقى نسبة الفائدة عند 4.50% كأعلى مستوى منذ عام 2001.
خلال الاجتماع السابق في سبتمبر، على الرغم من استمرار التباطؤ في معدل التضخم، يُتوقع أن يظل التضخم مرتفعًا لفترة طويلة. وأشار البنك إلى أن أسعار الفائدة الرئيسية قد وصلت إلى مستويات تقييدية، وإذا تم الاحتفاظ بها لفترة طويلة بما فيه الكفاية، ستساهم بشكل كبير في عودة التضخم في الوقت المناسب إلى المستهدف.
رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، أكدت أن أسعار الفائدة عند المستوى الحالي ستساعد في تحقيق هدف التضخم على المدى المتوسط عند 2%، وأن البنك سيستمر في الاعتماد على البيانات لتحديد مدى الإبقاء على أسعار الفائدة عند المستوى الحالي.
وعلى خلفية تباطؤ معدلات التضخم في أوروبا، يعكس ذلك أن البنك المركزي يتعامل بفعالية مع تحدي التضخم المرتفع. وقالت لاجارد أن المعركة ضد التضخم تسير بشكل جيد.
مع النظر في وصول أسعار الفائدة الأوروبية إلى ذروتها، يتركز الاهتمام على أدوات السياسة النقدية الأخرى، مثل محفظة سندات برنامج الشراء الطارئ التي تراكمت بسبب جائحة كوفيد-19. السياسة الحالية تشمل إعادة استثمار العائدات بالكامل حتى عام 2024، وعلى الرغم من اقتراح بعض أعضاء البنك إعادة النظر في هذا الأمر، إلا أن القرار لم يتم اتخاذه بعد.
التعليقات الأقل عدوانية والتأكيد على بلوغ سعر فائدة تقييدي ستعزز من توقعات التوقف الدائم للبنك المركزي الأوروبي، وسترفع احتمالات خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر من عام 2024، مما سيؤدي إلى انخفاض سعر صرف اليورو وارتفاع عائدات سندات الخزانة، وارتفاع أسواق الأسهم الأوروبية بشكل كبير.
وبالنقيض، التعليقات الأكثر عدوانية والإشارة إلى احتمال زيادة إضافية في أسعار الفائدة ستعزز من توقعات التوقف المؤقت للبنك المركزي الأوروبي، مما سيؤدي إلى ارتفاع سعر صرف اليورو وعائدات سندات الخزانة الأوروبية، وتصاعد خسائر أسواق الأسهم بشكل كبير.