زادت أسعار الذهب في سوق أوروبا يوم الاثنين واستمرت في تحقيق مكاسبها لليوم الثالث على التوالي، وعلى وشك تحقيق أعلى مستوى لها في أسبوعين، وذلك بفضل تباطؤ قيمة الدولار الأمريكي مقابل مجموعة من العملات العالمية.
يأتي هذا قبل بدء اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية هذا الأسبوع، حيث من المتوقع على نطاق واسع أن يتم التوقف مؤقتًا عن رفع أسعار الفائدة، بهدف مراجعة تطورات الاقتصاد في الولايات المتحدة.
من المتوقع أن تقدم البيانات النقدية والتوقعات الاقتصادية والتصريحات من قبل “جيروم باول” مزيدًا من الأدلة القوية حول احتمالية التوقف المؤقت، وأن هناك فرصة لزيادة أخرى في أسعار الفائدة قبل نهاية هذا العام.
أما بالنسبة لأسعار الذهب اليوم، فارتفعت بنسبة 0.35٪ إلى 1,930.69 دولارًا، من مستوى الافتتاح الذي كان 1,923.89 دولارًا، وسجلت أدنى مستوى عند 1,922.62 دولارًا.
حققت أسعار الذهب ارتفاعًا بنسبة 0.7٪ يوم الخميس، مع استمرار عمليات التعافي من أدنى مستوى لها في ثلاثة أسابيع عند 1,901.04 دولارًا للأونصة، وذلك بفضل تراجع قيمة الدولار الأمريكي.
وحقق المعدن الثمين “الذهب” ارتفاعًا بنسبة 0.25٪ الأسبوع الماضي، وهذا هو ثالث ارتفاع أسبوعي خلال شهر، مع اقتراب معركة البنوك المركزية الكبرى مع التضخم من خلال رفع أسعار الفائدة المرتفعة من نهايتها.
أما بالنسبة للدولار الأمريكي، فقد انخفض مؤشر الدولار يوم الاثنين بأكثر من 0.1٪، ليستمر في تكبد خسائره للجلسة الثانية على التوالي، والابتعاد عن أعلى مستوى له في ستة أشهر، مع استمرار تباطؤ أداء الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية.
بالإضافة إلى التصحيح وجني الأرباح، يتراجع الدولار الأمريكي قبل بدء اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية هذا الأسبوع، حيث يتوقع على نطاق واسع تعليق رفع أسعار الفائدة مؤقتًا.
أما بالنسبة لمؤشرات الفائدة الأمريكية، فإن تسعير العقود الآجلة لاحتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية بوتيرة 25 نقطة أساس خلال اجتماع هذا الأسبوع مستقر عند 1٪، في حين أن تسعير العقود الآجلة لاحتمالات الإبقاء على أسعار الفائدة بدون تغيير يبلغ 99٪.
وتسعير العقود الآجلة لاحتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية بوتيرة 25 نقطة أساس خلال اجتماع نوفمبر عند 28٪، وتسعير العقود الآجلة لاحتمالات الإبقاء على أسعار الفائدة بدون تغيير يبلغ 72٪.
وفيما يتعلق بالتوقعات، قال كبير محللي السوق في كيه سي إم تريد “تيم ووترر” إن الذهب يظهر بعض التحركات الصعودية في بداية هذا الأسبوع، مع دعم بعض ع
مليات الشراء التي تعتبر المعدن الثمين ملجأ آمنًا.
وأضاف ووترر: “النمو السريع والتضخم المرتفع وسوق العمل المتقلب قليلاً وضعوا المستثمرين في موقف صعب، ومن المرجح أن يكون هناك تحول في توقعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع.”
وتابع ووترر: “من المرجح أن تعكس التطورات الاقتصادية في الولايات المتحدة ثقتهم المتزايدة في احتمالية التباطؤ الاقتصادي الناعم، ومع ذلك، من المرجح أن يظل رفع آخر لأسعار الفائدة على الطاولة.”
وكتبت شركة تي دي سيكيوريتيز في مذكرة: “في الواقع، أدى تزايد التباطؤ الاقتصادي الناعم في الولايات المتحدة ورفع أسعار الفائدة لفترة أطول إلى استنفاد شهية المستثمرين نحو المعدن الثمين.”
وأوضحت الشركة: “بيانات أسعار المستهلكين ومبيعات التجزئة المتفائلة دعمت تلك السيناريو، مما يشير إلى أن المضاربين على ارتفاع أسعار الذهب قد يحتاجون إلى التحلي بالصبر من أجل الحصول على دفعة صعودية جديدة.”
أما بالنسبة لأسعار الذهب في الصين، فقد سجلت مستويات قياسية الأسبوع الماضي، مع استمرار ارتفاعها المستمر منذ أشهر نتيجة لإقبال المستهلكين على الملاذ الآمن لتعويض تراجع قيمة اليوان في سوق صرف العملات الأجنبية.
أما حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust، فقد زادت يوم الجمعة بمقدار 0.57 طن متري، ليصل الإجمالي إلى 880.27 طن متري، متجاوزًا بذلك الإجمالي السابق البالغ 879.7 طن متري، الذي يعتبر أدنى مستوى منذ يناير 2020.