شهد الدولار الأمريكي تراجعاً في السوق الأوروبية يوم الاثنين مقابل مجموعة من العملات العالمية، حيث عمّق خسائره لليوم الرابع على التوالي ووصل إلى أدنى مستوى له في شهرين، وذلك مع استمرار عمليات البيع بعد صدور بيانات غير مُشجّعة حول سوق العمل في الولايات المتحدة.
تلك البيانات قلصت احتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية خلال كانون الأول/ديسمبر المقبل، وزادت من احتمالية أن يكون الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى بالفعل من حملته لرفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة بعد الزيادة الأخيرة في اجتماع يوليو الماضي.
فيما يتعلق بمؤشر الدولار الأمريكي، انخفض بنسبة 0.2% إلى مستوى 105.85 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ 20 سبتمبر الماضي، قادمًا من مستوى افتتاح التعاملات اليومية عند 105.07 نقطة، ووصل إلى أعلى مستوى عند 105.15 نقطة.
انهى مؤشر الدولار تعاملات الجمعة بانخفاض يزيد عن 1.0%، مسجلاً ثالث خسارة يومية على التوالي وأكبر خسارة يومية منذ يوليو الماضي بفعل تقرير الوظائف الأمريكية وانخفاض عوائد السندات الخزانة قصيرة وطويلة الأجل.
بالنسبة لسوق العمل الأمريكية، أظهرت بيانات يوم الجمعة تباطؤ نمو الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة خلال أكتوبر، مع ارتفاع معدل البطالة إلى أعلى مستوى في 21 شهرًا، وزيادة الأجور السنوية بوتيرة أبطأ منذ عامين ونصف تقريبًا. وهذا يشير إلى تباطؤ الظروف في سوق العمل الأمريكية.
تقرير الوظائف الناعمة أثار توقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى بالفعل من حملته لرفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، مما يضغط سلبًا على مستويات الدولار وأسعار الفائدة.
في قطاع الخدمات، أفاد معهد التزويد الأمريكي بأن قطاع الخدمات في الولايات المتحدة نما بمعدل 51.8 نقطة خلال أكتوبر، وهذا أقل من توقعات السوق التي كانت تشير إلى 53.0 نقطة وأسوأ من القراءة السابقة بلغت 53.6 نقطة.
تلك البيانات تعتبر أحدث دلالات على أن الاقتصاد الأمريكي يتباطأ بوتيرة أسرع من التوقعات خلال الربع الأخير من هذا العام.
بالنسبة للفائدة الأمريكية، بعد تلك البيانات انخفض تسعير العقود الآجلة لاحتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية بوتيرة 25 نقطة أساس خلال اجتماع ديسمبر من 20% إلى 10%، في حين زاد تسعير العقود الآجلة لاحتمالات الإبقاء على أسعار الفائدة بدون تغيير من 80% إلى 90%.
المتداولون يتوقعون الآن بنسبة 86% أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بإجراء أول تخفيف في السياسة النقدية خلال اجتماع يونيو 2024، بعدما كانوا يتوقعون ذلك في سبتمبر 2024.