شهدت السوق الأوروبية تراجعًا في قيمة اليورو يوم الأربعاء مقابل مجموعة من العملات العالمية، حيث فقد اليورو مكاسبه السابقة أمام الدولار الأمريكي وبدأ في تحقيق أول خسارة خلال الثلاثة أيام الماضية. يأتي هذا التراجع قبيل صدور بيانات التضخم في مناطق مختلفة من أوروبا خلال شهر آب/أغسطس.
تلك البيانات ستكشف عن تطور أسعار السلع والخدمات في القارة الأوروبية قبل صدور بيانات التضخم الرئيسية لكامل منطقة اليورو غدًا الخميس، والتي ستقدم مؤشرات قوية حول احتمالات رفع الفائدة الأوروبية بنسبة 25 نقطة أساس من قبل البنك المركزي الأوروبي في الشهر المقبل.
هبط سعر صرف اليورو أمام الدولار بنسبة 0.25% ليصل إلى 1.0855 دولار، بعد أن افتتح التعاملات عند 1.0880 دولار، ووصل إلى أعلى مستوى خلال اليوم عند 1.0885 دولار.
بعد تحقيق اليورو ارتفاعًا نسبته 0.55% مقابل الدولار يوم الثلاثاء، وتسجيل أعلى مستوى له في أسبوع عند 1.0892 دولار، يأتي هذا الانخفاض جزءًا من تحول في الاتجاهات بعد بيانات سلبية في الولايات المتحدة. تظهر هذه البيانات انخفاضًا أكبر من المتوقع في ثقة المستهلكين في الاقتصاد خلال شهر آب/أغسطس، بالإضافة إلى تباطؤ كبير في فرص التوظيف في شهر تموز/يوليو، مما يثير الشكوك حول إمكانية زيادة أخرى في أسعار الفائدة الأمريكية قبل نهاية العام.
تصدر اليوم بيانات أسعار المستهلكين في إسبانيا وألمانيا في توقيتات متتالية، وهذه البيانات ستعكس الوضعية الحالية للتضخم في أنحاء أوروبا قبل صدور بيانات التضخم الرئيسية لكامل منطقة اليورو غدًا الخميس.
تشير أسواق المال حاليًا إلى احتمالية نسبة 50% لرفع الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه في 14 سبتمبر المقبل، وهذا يعكس ارتفاعًا من نسبة حوالي 40% التي كانت متوقعة الأسبوع الماضي. سيؤثر أداء البيانات بشكل كبير على تلك الاحتماليات، حيث ستعزز البيانات التي تفوق التوقعات فرص رفع الفائدة، مما قد يؤدي إلى استمرار تحقيق اليورو لمكاسب قوية في سوق صرف العملات الأجنبية.
من جهة أخرى، شهد الدولار الأمريكي استعادة للزخم يوم الأربعاء بعد يومين من الخسائر، في انتظار صدور بيانات مهمة حول الوظائف الجديدة في القطاع الخاص الأمريكي خلال شهر آب/أغسطس وبيانات النمو الاقتصادي للربع الثاني من العام الحالي.