استقرت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 نسبياً خلال تعاملات ليلة الأربعاء 12 مارس، بعد أن سجل المؤشر ارتفاعاً في الجلسة العادية وسط أسبوع متقلب.
تراجعت العقود الآجلة لمؤشر Dow Jones الصناعي بنحو 19 نقطة أو 0.05%، بينما انخفضت العقود الآجلة المرتبطة بمؤشر Nasdaq المركب بنسبة 0.1%.
في تداولات ما بعد الإغلاق، قفز سهم إنتل (Intel) بأكثر من 11% عقب إعلان الشركة عن تعيين ليب بو تان رئيساً تنفيذياً جديداً، في حين تراجع سهم Adobe بنحو 4% بعد توقعات بأرباح أقل من المتوقع للربع الثاني من العام المالي.
خلال جلسة التداول العادية يوم الأربعاء، شهدت أسهم شركات التكنولوجيا انتعاشاً قوياً، مما دفع مؤشر Nasdaq للارتفاع بنسبة 1.2%، وساهم ذلك أيضاً في صعود مؤشر S&P 500 بنسبة 0.5%.
وكان قطاع التكنولوجيا الأفضل أداءً خلال الجلسة، محققاً مكاسب بحوالي 1.6%، مع صعود أسهم Nvidia وPalantir Technologies، إلا أن مؤشر Dow Jones خالف الاتجاه العام، متكبداً خسائر بنسبة 0.2%، ليواصل تراجعه لليوم الثالث على التوالي.
أظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأميركي لشهر فبراير نتائج أضعف من التوقعات، حيث ارتفع التضخم بنسبة 0.2% على أساس شهري، وبنسبة 2.8% على أساس سنوي.
خففت هذه البيانات بعض المخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد الأميركي وتأثير الرسوم الجمركية على التضخم، لا سيما بعد بدء تنفيذ التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الصلب والألمنيوم يوم الأربعاء، فيما ردت كندا بفرض رسوم انتقامية بنسبة 25% على بضائع أميركية تفوق قيمتها 20 مليار دولار.
رغم توقعات بعض المحللين بانتعاش تقني في أسواق وول ستريت بعد موجة التراجع الأخيرة، إلا أن بيانات التضخم الأخيرة قد لا تكون كافية لتحقيق تعافٍ قوي، في ظل استمرار المخاوف بشأن السياسات التجارية لترامب وانعكاساتها على توجهات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
وفي هذا السياق، صرّح سكوت هيلفشتاين، رئيس استراتيجية الاستثمار في Global X:
“ما زلنا نعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي سيتجه إلى خفض أسعار الفائدة، لكن من الصعب الجزم بذلك في ظل حالة عدم اليقين المتعلقة بتأثير الرسوم الجمركية.”
وأضاف: “السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت هذه الرسوم ستؤثر بشكل أكبر على النمو الاقتصادي أم على الأسعار. في الأسابيع الأخيرة، أظهرت أسواق الفائدة أن القلق الأكبر يتمحور حول تباطؤ النمو، حيث يُتوقع الآن تنفيذ ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة خلال هذا العام.”
منذ بداية الأسبوع، تسير المؤشرات الرئيسية الثلاثة نحو تسجيل خسائر حادة، حيث انخفض مؤشرا S&P 500 وNasdaq بحوالي 3%، بينما فقد مؤشر Dow Jones الصناعي 3.4%، متجهاً نحو أسوأ أسبوع له منذ مارس 2023.
وتراجع مؤشر S&P 500 بشكل مؤقت إلى منطقة التصحيح يوم الثلاثاء، منخفضاً بنسبة 10% عن أعلى مستوى له في فبراير.
ومن المقرر صدور عدة تقارير اقتصادية مهمة يوم الخميس، من بينها بيانات طلبات البطالة الأسبوعية، إضافةً إلى مؤشر أسعار المنتجين الأميركي لشهر فبراير.