شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا في سوق أوروبا يوم الثلاثاء، مستأنفة تعافيها لليوم الثاني على التوالي من أدنى مستوى في خمسة أشهر. وارتدت الأسعار مرة أخرى فوق الحاجز النفسي عند 1,900 دولار، بفضل تراجع الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات العالمية.
تترقب المستثمرون ظهور المزيد من الأدلة حول مستقبل أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، حيث تصدر عددًا من البيانات الاقتصادية الهامة وتواصل تعليقات صانعي السياسة النقدية الأمريكية، بالإضافة إلى خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” في جاكسون هول.
وارتفعت أسعار الذهب اليوم بنسبة 0.4% إلى 1,901.93 دولار، قادمة من مستوى افتتاح التعاملات عند 1,894.91 دولار، وسجلت أدنى مستوى عند 1,893.74 دولار.
وحققت أسعار الذهب يوم الاثنين ارتفاعًا بنسبة 0.3%، في أول مكسب في الستة أيام الأخيرة، بعد أن سجلت في وقت سابق أدنى مستوى في خمسة أشهر عند 1,884.89 دولار للأوقية.
فيما هبط مؤشر الدولار يوم الثلاثاء بنسبة 0.3%، متواصلاً خسائره لليوم الثاني على التوالي، وبعيدًا عن أعلى مستوى في شهرين، عند 103.68 نقطة، ما عزز استمرار تراجع مستويات العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية.
وكما نعلم أن هبوط مستويات العملة الأمريكية يجعل السبائك الذهبية المسعرة بالدولار الأمريكي أكثر جاذبية للمشترين الذين يحملون عملات أخرى.
بالإضافة إلى عمليات البيع لحجز الأرباح، فإن تراجع مستويات الدولار يعود لاستثمارات المستثمرين القليلة في بناء مراكز شرائية جديدة، نظرًا لانتظارهم صدور أدلة جديدة حول وجود زيادة إضافية لأسعار الفائدة الأمريكية خلال الفترة المتبقية من العام.
ومن المقرر صدور عدة بيانات اقتصادية هامة في الولايات المتحدة هذا الأسبوع، تتناول مرونة الاقتصاد الأمريكي، والتي تلعب دورًا في استمرار مسار التشديد النقدي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
ومن بين هذه البيانات، يتم صدور بيانات هامة عن قطاع الإسكان الأمريكي، وبيانات القطاعات الصناعية والخدمية خلال آب/أغسطس، بالإضافة إلى طلبات إعانة البطالة وطلبات السلع المعمرة.
ومن جانب آخر، يتحدث عدد من صانعي السياسة النقدية بمجلس الاحتياطي الفيدرالي عن تطورات التضخم في الولايات المتحدة ومستقبل مسار التشديد النقدي ورفع أسعار الفائدة.
ويعتبر خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” يوم الجمعة الحدث الأهم هذا الأسبوع، حيث يجتمع محافظو البنوك المركزية من جميع أنحاء العالم في جاكسون هول لحضور مؤتمرهم السنوي.
وبالنسبة للتوقعات، قال كبير الاقتصاديين في إيه سي سي سيكيوريتيز “كليفورد بينيت”: “كان المشترون المحتملون ينتظرون ليرى إلى أي مدى يمكن أن ينخفض الذهب، وقد تكون هذه بداية عودتهم إلى السوق بقوة”. وأضاف بينيت: “إن أي تصحيح في الدولار الأمريكي من أعلى مستوياته الأخيرة يمكن أن يشعل على الفور ارتفاعًا قويًا في سوق الذهب”.
وأشار بينيت إلى أن من المرجح أن يسلط جيروم باول الضوء على أن الاحتياطي الفيدرالي قد قام بعمل جيد في خفض التضخم الرئيسي نحو النطاق المستهدف، وهذا قد يكون كافيًا لتخفيف بعض الضغوط على أسعار الفائدة في سوق الذهب