تميز بيل جيتس بدوره البارز كداعم للطاقة النووية وصوت مؤثر في هذا المجال لعدة سنوات حتى الآن. وفي وقت سابق هذا العام، أدلى جيتس بتصريح لشبكة ABC News يشير فيه إلى أن الطاقة النووية، إذا تم استخدامها بشكل صحيح، ستسهم في تحقيق أهدافنا المناخية، وذلك عبر التقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة دون زيادة تكلفة نظام الكهرباء بشكل كبير أو تقليل موثوقيته. ولم يكتف جيتس بمجرد التحدث عن دعمه للطاقة النووية، بل عمل بجد لتحويل هذا الدعم إلى إجراءات عملية على مر السنوات القليلة الماضية.
أولاً، قام جيتس بالتعاون مع الملياردير وارن بافيت، حيث قاما بتأسيس مشروع نووي يُعرف باسم “TerraPower” في عام 2021. هذه الشركة النووية تسعى إلى تطوير تكنولوجيا نووية أكثر أمانًا واستدامة، حيث ستبرد محطات TerraPower باستخدام الصوديوم السائل بدلاً من الماء، مما يزيد من سلامتها وكفاءتها وفعاليتها من حيث التكلفة. وبالإضافة إلى ذلك، تخطط الشركة لإعادة تدوير الوقود النووي المستهلك داخل نظام التبريد الخاص بها، مما يساعد في تقليل إجمالي إنتاج النفايات النووية.
والآن، يعتزم بيل جيتس توجيه اهتمامه نحو شركته الرئيسية، مايكروسوفت، من خلال اعتماد الطاقة النووية كمصدر للطاقة الخضراء لعملياتها وتطلعاتها الكبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي. تقترح التقارير أن مايكروسوفت تفكر في الاستثمار في المفاعلات النووية الصغيرة المعيارية (SMRs)، وهي تقنية ناشئة تهدف إلى تبسيط تصميمات المفاعلات النووية وتقليل تكاليفها بشكل كبير بالإضافة إلى تعزيز السلامة. ورغم أن هذه التقنية لا تزال في مراحل مبكرة من التطوير، إلا أنها تعتبر الخطوة الكبيرة التالية في مجال الطاقة النووية وتمت الموافقة عليها للتو من قبل اللجنة التنظيمية النووية.
يُشير جيتس إلى أن مراكز البيانات، التي تستهلك كميات هائلة من الطاقة، وصناعة الذكاء الاصطناعي تتسببان في انبعاثات غازات الدفيئة بشكل كبير، وهو أمر يهدد التزامات الانبعاثات الخاصة بالقطاع التكنولوجي. ومن هذا المنطلق، يعتبر الاستثمار في الطاقة النووية من أجل توفير مصدر موثوق للطاقة ذات انبعاثات منخفضة أمرًا ذو أهمية كبيرة لمهمة بيل جيتس الشخصية والتعهدات العامة بهذا الصدد.