مع تصاعد الحاجة إلى إمدادات طاقة وافرة وخالية من الكربون، وزيادة انتشار الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في بعض الأسواق الكبرى بسرعة، يدعو المزيد من خبراء الصناعة إلى إعادة النظر في الطاقة النووية. وعلى الرغم من بقاء الطاقة النووية خارج التركيز لعقود من الزمن، يؤكد أنصارها على قيمتها اللا تقدر والتي لا يمكن تجاهلها.
في زمن التغير المناخي، يزداد أهمية فوائد الطاقة النووية بشكل متزايد، حيث لا تنتج الانشطار النووي أي انبعاثات غازات الدفيئة، وهي تقنية فعالة ثبتت كفاءتها مع سلاسل التوريد الحالية والمخططات المستقبلية، والأهم من ذلك، فهي مصدر طاقة يمكن الاعتماد عليه لتلبية الطلب الأساسي. وعلى عكس الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، التي تعتمدان على الظروف الجوية ولا تستجيبان لطلب المستهلكين بل لظروف الطقس، يمكن التحكم في إنتاج الطاقة النووية لتلبية الطلب الدقيق عندما يكون هناك حاجة لها.
ونتيجة لذلك، يزداد دعم الطاقة النووية من الجمهور، وينحو الرأي العام نحو التوسع في استخدام الطاقة النووية. في الواقع، وصل الدعم الشعبي للطاقة النووية في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياته في عشر سنوات، وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة غالوب العام الماضي. ويستمع قادة العالم إلى هذا الدعم، حيث تعهدت 22 دولة في قمة المناخ التي عقدتها الأمم المتحدة في دبي بمضاعفة قدرات الطاقة النووية ثلاث مرات بحلول عام 2050.
وفي بيان صحفي صادر عن وزارة الطاقة الأمريكية، أشار إلى أن “الإعلان يعترف بالدور الرئيسي للطاقة النووية في تحقيق أهداف الصفرية لانبعاثات الكربون بحلول عام 2050 والحفاظ على الارتفاع في درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية”. وتشمل عناصر الإعلان العمل المشترك لتحقيق هدف مضاعفة قدرات الطاقة النووية ثلاث مرات عالميًا بحلول عام 2050 ودعوة المساهمين في المؤسسات المالية الدولية لتعزيز دعم الطاقة النووية في سياسات القروض للطاقة.
ومع ذلك، هناك مشكلة واحدة تواجه هذه الخطة، وهي نقص إمدادات اليورانيوم اللازمة لدعم زيادة كبيرة في استخدام الطاقة النووية. وقال نائب الرئيس التنفيذي لشركة Thor Energy، نيكول جالواي وارلاند، “من أين سيأتي هذا اليورانيوم؟”، مشيرًا إلى أن هناك عجزًا في العرض. وحتى الآن، يعاني القطاع النووي العالمي من صعوبة في العثور على إمدادات كافية من اليورانيوم بأسعار معقولة ومن مصادر موثوقة.