أعلنت أوبك وشركاؤها في وقت سابق من هذا العام عن خطط لتخفيف تخفيضات الإنتاج بداية من الخريف. ولكن مع الانخفاض الحاد في أسعار النفط، قررت المجموعة مؤخرًا تعليق هذه الخطط مؤقتًا.
جاء هذا القرار ليهدئ المخاوف بشأن فائض المعروض المتوقع مع اقتراب الخريف، مما ساهم في استعادة جزء من خسائر أسعار النفط. كانت أوبك+، التي تضم دولاً غير أعضاء في أوبك مثل روسيا، تخطط لزيادة الإنتاج بمقدار 180 ألف برميل يوميًا في أكتوبر كجزء من استراتيجية لإعادة إدخال 2.2 مليون برميل إلى السوق على مدار العام القادم. ومع الطلب العالمي اليومي الذي يقارب 100 مليون برميل، يمكن لأي زيادة طفيفة في العرض أن تؤثر بشكل كبير على الأسعار.
على الرغم من الزيادة الكبيرة في إنتاج النفط في الولايات المتحدة، يظل السؤال: لماذا لا تزال الولايات المتحدة تولي اهتمامًا كبيرًا لقرارات أوبك؟
خفضت أوبك يوم الثلاثاء توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2024 استنادًا إلى البيانات الحالية، لتكون هذه المرة الثانية التي تقوم فيها بمراجعة خفضية. ويؤكد هذا التخفيض التحديات التي تواجهها أوبك+، التي تضم منظمة أوبك وحلفاء مثل روسيا، في تحقيق توازن السوق. وكانت أوبك+ قد أجلت خطتها لزيادة الإنتاج بعد وصول الأسعار إلى أدنى مستوياتها في عام 2024.
أفادت أوبك في تقريرها الشهري أن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بمقدار 2.03 مليون برميل يوميًا في 2024، بانخفاض عن توقعات الشهر الماضي البالغة 2.11 مليون برميل يوميًا. وقلصت أوبك تقديراتها لنمو الطلب في الصين إلى 650 ألف برميل يوميًا في 2024 من 700 ألف برميل يوميًا، مشيرة إلى التحديات الاقتصادية والتحول نحو الوقود النظيف.
أدى صدور هذا التقرير إلى انخفاض أسعار النفط، حيث تم تداول خام برنت بأقل من 71 دولارًا للبرميل، بالقرب من أدنى مستوى له منذ مارس 2023. ويظل هناك خلاف كبير حول توقعات نمو الطلب لعام 2024 بسبب الفروق في التقديرات بشأن الصين وانتقال العالم نحو الطاقة النظيفة.
ومع ذلك، حافظت أوبك على تفاؤلها، حيث رفعت توقعاتها للنمو الاقتصادي العالمي لعام 2024 إلى 3% من 2.9%. كما توقعت أن الطلب العالمي على النفط في عام 2025 سيرتفع بمقدار 1.74 مليون برميل يوميًا.
أوبك+ كانت قد نفذت سلسلة من تخفيضات الإنتاج منذ أواخر 2022 لدعم السوق، وكان من المقرر أن تبدأ في تخفيف هذه التخفيضات في أكتوبر. ولكن بعد هبوط أسعار النفط، قررت المجموعة تأجيل الخطة لمدة شهرين.
وتظهر تقارير أوبك أن إنتاج أغسطس انخفض بشكل كبير بسبب الاضطرابات في ليبيا، حيث وصل إنتاج أوبك+ إلى 40.66 مليون برميل يوميًا في أغسطس، بانخفاض قدره 304 آلاف برميل يوميًا عن يوليو.